هل هي زيارتك الأولي ؟دليل الزيارة الأولي

آخر الموثقات

  • لا تنتمي لجماعة
  • بين الغزالى وابن تيمية
  • نظرات في تهنئة النصارى
  • لماذا تحب الألبانى ؟ و قد كرهته!
  • متى أحببت الفلسفة
  • تساؤلات اكاديمية عبيطه…
  • لا يوجد إلا في مصر
  • ضعف السند لا يدل على ضعف المتن
  • قرأت بحثا بعنوان (العاقلة في ضوء المستجدات الاجتماعية: دراسة فقهية
  • كتب و مصادر الإفتاء
  • النوم علي سلامة القلب
  •  سمات تعليل الأحكام فى القرءان والسنه 
  • بمناسبة تعديلات إذاعة القرآن الكريم
  • مع كتاب القرن
  • الجاحظ .. بليغ العرب و العجم
  • الهروب من كتابة المراجع والمصادر
  • ملخص كتاب "أمة الدوبامين"
  • كرهتونا فى ابن تيمية 
  • معنى ( إنى بين أيديكم فَرَطْ) (واجعله لنا فَرَطا)
  • بينى وبين فقه السادة الأحناف نسب
  1. الرئيسية
  2. مركز التـدوين و التوثيـق ✔
  3. المدونات الموثقة
  4. مدونة ايمن موسى
  5. فستان فرح 

إحساس بالعجز والقهر تملَّك منها.. فرح فتاة بمنتصف عقدها الثالث، بعد ساعاتٍ طويلةٍ من المسير بحثًا عمَّا يناسب ما تحمله من نقود شعرت بالتعب، لم تعُد قدماها قادرتان على تحمُّل جسدها المثقَل بالهموم، ما إن رأت موقف الحافلات حتى ألقت بجسدها المنهَك فوق أقرب مقعد بدا لها، جلست والحزن يكسو ملامحها، وجع خفي يحرق روحها ويكوي فؤادها، لم يعُدها من شرودها سوى شعورها بيدٍ تربت عليها بحنوٍّ متسائلةً في ودٍّ:

- ما بكِ؟ بل لمَ كل هذا الحزن الساكن بملامحكِ الجميلة؟ وهل هناك بالحياة ما يستحق كل هذا الوجع؟ 

أتبعت قولها بمسح دمعات كانت قد تسلَّلت خِلسةً من عينَي فرح بعد أن تحرَّرت من مُقلتيها لتنساب فوق وجنتيها.

بصعوبةٍ بالغةٍ استدارت بوجهها لتجد أمامها فتاةً راقيةً بمثل عُمرها، أو ربما تكبرها بعدة سنوات ترتدي فستانًا أسود أنيقًا، ابتلعت ريقها بصعوبةٍ وغُصَّةٍ مريرةٍ جاهدت لتجاوزها، لكنها فشلت، فبدَت بصوتها المتهدِّج وهي تقول بذُلٍّ وانكسار:

- زفافي بعد غد وحُلمي بارتداء الفستان الأبيض قد تبدَّد للأبد، فما أمتلكه من مالٍ لا يكفي لاستئجار فستان ولو لساعة واحدة.

ابتسمت الفتاة بودٍّ وهي تقول بنبرةٍ هادئةٍ يكسوها الشجن والحنين:

- وهل هذا كل ما يحزنكِ؟ 

استطردت تقول دون توقُّف أو انتظار إجابةٍ لسؤالها:

- منذُ شهرٍ مضى كنت أجهِّز لزفافي، تسوَّقت أروع الثياب وتفنَّنت باختيار فستان الزفاف من أشهر الماركات العالمية و.....

قاطعتها فرح بقولها: إذَن لن تشعري أبدًا بما أشعر به الآن من عجز، لكن لا بأس مبارك لكِ وعليكِ.

تنهَّدت الفتاة بأسى قائلة:

- حسنًا، لا بأس، لن أجادلكِ بذلك وإن كنت على يقين أنكِ لن ترتضي بتبادل الأدوار فيما بيننا.

أردفت قائلةً بحب: لكن يسعدني أن أهديكِ فستان زفافي وكل الملابس التي اقتنيتها فقط مقابل أن أرى الابتسامة على محيَّاكِ مرة أخرى.

شعرت فرح بالدهشة من قولها لتبادرها بسؤالٍ مباغتٍ قائلةً بحدة:

- يمكنني تفهُّم أن تهديني فستان زفافكِ لأرتديه يوم زفافي ثم أعيده لكِ مرة أخرى، ربما هذا مقبول ويحدث بالفعل، وسأكون ممتنةً لكِ، لكن أليس من الغريب أن تهديني ملابسكِ المستعملة؟ هل ظننتِ أنني متسوِّلة؟ أو ربما جال بخاطركِ أنني أستجدي الناس بدموعي وتوسُّلاتي لمساعدتي؟

أردفت قائلةً بغضب: عفوًا سيدتي، لكن كرامتي لا تسمـ....

قاطعتها الفتاة بوضع يدها على فمها ثم احتضنتها بشكلٍ مباغت ومفاجئ، ما جعلهن محط أنظار الجميع، لتشعر فرح بخجل شديد، حاولت فرح التملُّص من هذا الوضع لتفادي الحرج، وقبل أن تنجح بذلك كانت الفتاة تقترب من أذنها هامسة:

- الفستان الأبيض ما زال بعلبته حتى إنني لم أجرِّبه، وكل الثياب جديدة لم أرتدِها ولو لثانية واحدة.

فرح التي ما زالت تشعر بالغرابة والدهشة والخجل يعتريها تسبَّب باحمرار وجنتيها:

- لكن كيف ولماذا؟

نهضت الفتاة بهدوءٍ متحاشيةً النظر بعينيها بعد أن وضعت بين يديها بطاقةً تحمل عنوانها وأرقام الهاتف للتواصل، من ثَمَّ استدارت وهي تغادر في محاولةٍ يائسةٍ منها لمواراة دموعٍ جاهدت كثيرًا لوأدِهِنَّ بمحاجرهن وهي تقول بصوتٍ بذلت جهدًا عظيمًا، حتى لا يفضح ألمها وهشاشة روحها:

- وما فائدة كل هذه الثياب أو حتى الفستان الأبيض وكل مظاهر الترف لزفافٍ لم ولن يتم بعد رحيل مَن أحب.

- تمت

التعليقات علي الموضوع
لا تعليقات
المتواجدون حالياً

878 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع