لطالما لفتُ انتباهَ الكلِ بالجلوس بمفردي٬ بتقليب نظري هناك وهنالك في كبد السماء، وفي أرجاء السماوات ما بين هذي النجمة المضيئة، وتلك الأكثر إضاءة٬ لكن لا يعلم البعض أني أنفرد بأكثر الأشخاص دموية، وأحاول تهدأته كي لا يقوم بتلك الجنايات التي تتطاول على روحه الهادئة٬ التي تخبره دومًا أن يبقر بطن ذلك الرجل الذي رفع صوته على طفلٍ صغيرٍ أمام الناس ونهره٬ أو أن يخلع رأس هذي السيدة التي تعاند تلك البائعة الفقيرة في ثمن فلفلها وبصلها٬ هذه الروح التي لا يخالطها أحدٌ للحظات -وقت الغضب-إلا وفر منها هاربًا٬ لربما أخشى على الناس منها٬ أو بشكل أوضح أخشى من الناس عليها.