أنا السيئة في كل الروايات
امرأة قاسية
صلبة تزعم أنها لم تنكسر رغم وضوح تفتتها
ذات هيئةٍ مفعمة بالأنوثة إلا أن داخلها أمواج تسونامي عاتية غاضبة متلاطمة تكاد تدمر قشرتها الخارجية
أنا القاسية
تلك التي تخشى أن يرى أحدهم دموعها
اعتادت أمي ترديد بضع كلماتٍ على مسامعي "محدش يشوف دموعك، دموعك غاليين"
فتوقفت دموعي عن الهطول تماماً
باتت تسري داخلي فقط وتنخر عظامي
أنا تلك القاسية
صرت أحسد جميع الباكين لقدرتهم على البكاء أينما كانوا
فأنا فقط أبكي على الاوراق بدلاً من الدمع حبراً
أنثر كل الجروح و الخيبات على الأسطر باندفاع الشهقات
و أتركها تجف على جدران قلبي
أنا تلك القاسية
تلك التي تشعر بكل شيء بعمق
بعمق جداً تكاد تتشظى من فرط الشعور
إلا أنها تكابد روحها وجوارحها حتى لا يظهر على وجهها الكثير فما كان من جسدها إلا الثورة عليها
أنا تلك الملعونة بالقسوة رغم قوة الشعور فقط لأن العالم في كل مرة أظهرت مشاعري كان يتناوب على صفعي حتى يدمى قلبي.
أنا تلك القاسية المجبورة على مظهر الصلابة رغم انهياراتها في جنح الظلام و هشاشة داخلها لأنه لا فائدة من إظهار الضعف أو اللين.
أنا تلك القاسية التي لم تجد شخصاً واحداً يستحق كل ما أخفته في أعماقها فكانت في كل مرة يضربها الخذلان تكره شعورها و قلبها أكثر فأكثر.
ما ضر القسوة إن أخفت قلباً زجاجياً مليئاً بالشروخ تكاد نسمة خفيفة تذروه فلا يبقى منه شيء!