نحن جماعات هشة لا تمتلك أي شخصية واضحة... هذا ما يفسّر تخبّطنا حين يقهرنا الموت.. نفقد مجال الرؤية.. لأن أعيننا في وجه غيرنا..
نحن لا نستطيع أن نعيش دون رمز أبوي.. وإن لم نجد رمزاً نقدسه ... صنعنا إلهنا بأيدينا..
في الجهة الأخرى من العالم وفي صدد ما يحدث عند الحدود ومعابر النجاة (وإن كانت نجاة خجولة) ولكن المشهد في أحد أبعاده يعرّينا أمام أنفسنا.. لأننا ندّعي كل ما نصنع للآخر..
تزعم هذه المجتمعات أنها " جسد واحد إن اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسّهر".. وربّما تحاول.. لا لسبب وجداني.. الأسباب الوجدانية تحتاج لمقومات نفسيّة عالية، مفقودة في وقتنا الحالي.. إنّما لأننا عجزنا أن نكون أبطال قصصنا .. لذا نبحث في قصص الآخرين عن أدوار بطولية لنعيشها.. لنسدَّ فجوة نقص داخلنا..
وفي العودة للشّارع العام يستحضرني موقف أدونيس من هذه الجدالات البيزنطيّة.. فعلاً لن نكون مجتمعًا متوازنًا إلا حين نتخلى عن المكابرة ونعترف بأننا مواربون لكل خطوط الحقيقة والحياة ...
حين نتخلى عن فكرة التّقديس والاتكاليّة.. والبحث عن آخر نرمي عليه فشلنا ...وآلامنا الخالدة..
المؤسف حقّاً هو ذاك المشهد الذي لم يتغيّر منذ عقود الذي تختزله حالة الاستنكار التي نتبنّاها أمام كل صَّدمة تجتاحنا من قِبلِ الآخر.. فنتعامل معها بشكل طفولي بكّائي نخرج للشوارع بصفتنا مندّداً
بدلاً من أن نكون ندّاً.. أو نحاول
منذ عقود ... !!
بل منذ قرون إن صح التعبير - كاتبتنا البديعة - ... مستمرون في تقديس الغير ... البحث عن مبررات للفشل ... لا نرى أنفسنا ندا ... , و لا نتعلم