و إذا ذكرتُ محمداً فاض الذي

من فرط شوق العاشقين يسيلُ

 

فهو المهيمنُ في نياطِ قلوبنا

و هو الذي في حبه التبجيلُ

 

و هو الشفاءُ لِعلةٍ لا تنجلي

و هو السِّقاءُ لكفه التقبيلُ

 

و هو الأنامُ إذا الأنامُ تباعدوا

و هو الحنانُ بحضنه التأويلُ

 

و هو اشتياقُ النفس حين تحبه 

و تظلُ ترجو رؤيةً فتميلُ

 

يا خير من خلق الإلهُ بكوننا 

الحب نارٌ و المحبُ قتيلُ

 

روحٌ ترفرفُ في سماء خيالنا 

فترى الملائك و الغيومُ تزولُ

 

و كأن وحياً قد تلألأ رائقاً 

أنهارُ وجدٍ و الخيولُ صهيلُ

 

الله أنزل رحمةً من حبه 

هطلت علينا و الرحيم جميلُ

 

لما تنزَّل وحيه في قلبه 

باح الرسول و بوحه التنزيلُ

 

أملي بسيطٌ أن أراه بنومتي

حالت ذنوبي و الذنوبُ حؤولُ

 

يا ليت أني شعرةٌ في صدره 

أرجو الشفاعة من سواه يطولُ

 

صلَّى عليك الله من بدء الدُّنا

أنت الهُيامُ و قلبنا المتبولُ

 

في مُحكمِ التنزيلِ فضلُ محمدٍ

توراةُ موسى  .. أنصف الإنجيلُ

 

سلَّ الصحابَ سيوفهم من غمدها

حملوا ضياءك و الضياءُ سبيلُ

 

لما ذكرتُكَ حن قلبي واجفاً

و شممتُ مسكاً في الهواء يجولُ

 

ذكرُ الحبيب محمدٍ يهدي الورى 

يشفى فؤادي و القصيدُ رسولُ

 

أحمد بدوي   من ديوان نور و نار