آخر الموثقات

  • شكراً ... حضرة المدير 
  • أخاف أن أعود...
  • كذابة
  • سر القلوب النبيلة
  • دائما أشتاق إليك..
  • راقي بأخلاقي 
  • من دون سبب..
  • لحظات آنيه..
  •  ثقافة الاعتذار بين الأزواج… حين يطيب الحب بكلمة
  • موت الأجزاء داخلنا
  • تاج من النجاة
  • بردة جمال
  • كفانا ببغاوات
  • مـفهـوم الكيميــاء عنـد الصوفيـة
  • صوته
  • يوم خرجت من دمشق
  • المظهرة بالملابس
  • صورتي و خواطر
  • نعمة الإحساس 
  • المعادله لازم تكون واضحه في الأذهان
  1. الرئيسية
  2. مركز التـدوين و التوثيـق ✔
  3. المدونات الموثقة
  4. مدونة فاطمة البسريني
  5. حوار صحفي: التحرش الجنسي

لن أتحدث عن موضوع التحرش الجنسي كموضوع بتعريف وعناصر ومظاهر ونتائج من تأثير على المجتمعات في كل العالم وما إلى ذلك ، فكل المعلومات عنه لا فائدة منها . 

خاصة وأن هذا الموضوع أصبح متداولا إعلاميا وأسريا وأصبحت الكلمتين ( التحرش الجنسي)،متعارف عليها لدى الصغير والكبير ، ففي محاولة كفاحه ومعالجته أصبح منتشرا أكثر فأكثر والنتيجة جاءت عكسية من فرط إثارة هذا الموضوع ، دون تردد أو خجل أو حياء من المجتمعات .

وهكذا فلن أتحدث عن هذه الآفة اللعينة التي تنخر المجتمع كيفما كان نوعها إسلامية أو غير ذلك الشيء الذي جعل علاقات الناس تتفسخ والأخلاق تفسد إن لم أقل تنعدم ، فبعد موت الضمير ، لا شيء يكون حيا فالمتحرشون لم يكن لهم ضمير يوما ، إنه سلاح قاتل ذو حدين ، يقتل الطرفين معا في نفس الآن .

بعد مقدمتي هذه التي لم أعرف كيف تمكنت من جمع كلماتها أمام هول العذاب المرسوم على ملامح حليمة ،

وجهت إليها الميكروفون ، فتراجعت لوهلة إلى الوراء كمن وجه إليه مسدس ما

كانت تحدثني وكأنها تتحدث إلى نفسها في مكان خال إلا منها وكأنها في عالم، الأحياء فيه ليسوا بأحياء كما يعتقدون .

قالت بصوت يكاد همسا وكأنها تخشى أن يسمعها أحد ما أو ربما أن تسمعها نفسها أيضا :

(بعد ما تعرضت إلى ذلك من أقرب الناس إلي والذي كانت ثقتي به لا حدود لها، وبعدما تغيرت أفكاري تغير العالم المحيط بي ، انعدمت ثقتي بالكل ، حتى بنفسي لا أتمكن من عدم التفكير في كل الوقت الذي ضاع مني وكل من تجاوزوني ، لا أستطيع أن أصدق أن هناك مستقبل لي حتى أتمكن من تحمل عذاب الحاضر . 

بعض الأحيان ، أظن أن الوسيلة الوحيدة لمواجهة الواقع هو الموت ، ربما إنني أخطأت لأنني لم أخبر أحدا بالسر وبما حدث في الحقيقة ، لكن خياري كان أن أحتفظ بذلك حماية لمن أحبهم وحفاظا على أخلاقي ومبادئي ، ولتأمين عيش اضطراري لي ، لكنني كنت أموت كل يوم وهو دائما متواجد أمامي في كل مكان أكون فيه وحتى في خيالي وأحلامي .

صدقيني ، الحديث عن موت الضمير بالنسبة للمتحرش في حالتي هذه لا جدوى منه والأفضل ألا أتكلم عن ثمن الحياة هذه ، الأفضل أن أتكلم على محاولتي أن أظل حية وسط الأموات ، كان يلزمني الكثير من الوقت لأفهم ذلك ، وأنه قبل أن أحاول الكلام يجب أن أجعل الآخرين الأموات قادرين على الاستماع وهو شيء لن يحصل أبدا ما داموا أمواتا .

ومع ذلك ، كنت أظل قريبة من الناس على سطح الوحدة ، مقتنعة أنني وقت الإنذار سأحتمي بهم وأدخل وسطهم .

في الحقيقة ، لحد الآن ، لم أكن أعرف إن كنت حية أو ميتة أم هاوية للحياة فقط .

هذه الشمس ، 

هذه السماء الزرقاء ، كل شيء كاذب ، غش في غش ، إنها المرة الألف التي تستغل سذاجتي فأكاد أصدق أنني حية فعلا .

لقد جرحني أقرب الناس إلي ، منذ نعومة أظافري ، وأنا ما زلت أنزف إلى الآن من الداخل ، وليس من الخارج ، فهل أنا حية أو ميتة أو ما بينهما ؟ ....).  

التعليقات علي الموضوع
لا تعليقات
المتواجدون حالياً

1079 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع