الحقيقة ... من باب الدراسة النفسية العميقة لبني البشر .. ليس أكثر ..
كنت في مواصلة عامة .. و الراكب الذي امامي .. كان يأتيه إتصال فينظر إلى الشاشة طويلا .. و لا يرد
فيعاود المتصل الإتصال ... فينظر الراكب الي شاشته و لا يرد .. ثم رد في المرة الثالثة او الرابعة لا اذكر ..
و لأن الراكب كان أمامي مباشرة .. و كان يرفع هاتفه بشكل واضح جدا و كإنه يبحث عن من ينقذه .. فقد لاحظت أن المتصل به .. مسجل بإسم :
(Nashfa 😂❤️)
و الايموجي لصاحب الهاتف .. و ليس لي
تساءلت ماذا بينك و بين الله ... لكي يتم تسجيلك علي هاتف أحدهم بإسم "ناشفة" .. ؟؟!!
و من المعروف أن مصطلح "ناشفة" .. يعني هذه الأيام .. بأن الدنيا ناشفه .. أي مفيش "فلوس" .. ، فهل هذا الشخص المسمى "ناشفه" .. هو مديره في العمل مثلا و "منشفها" عليه .. ، و هل " النشفان " هنا مادي فعلا .. أم ربما يكون "نشفان" عاطفي ..
ثم توقفت عند "الإيموجي" الثنائي الموضوع بعد الأسم .. :
رمز 😂 .. فهل مثلا هذا الشخص "الناشفه" شخص مضحك و دمه خفيف رغم نشوفيته .. ؟!! .. ليضع صاحب الهاتف رمز الضحك بعد إسمه ..
❤️ .. و هل رغم أنه "ناشفه" .. فهو يحبه بدليل أن صاحب الهاتف أضاف رمز القلب الاحمر بعد إسمه ؟!
أسئلة وجودية عميقة دارت في ذهني أثناء رحلتي من مركز الفرافرة إلى مركز القصير .. في محافظة الفيوم ... أطاحت بوقت الرحلة
و الصورة من تصويري .. بعد أن قاومت فضولا شديدا .. لكن شاشة "ناشفة" ظلت امامي فترة طويلة .. فراعيت الحفاظ علي الخصوصية الشخصية للناشفة و المتصل بالناشفة و الميكروباص الناشف الذي كنا نستقله ..