فجأة
لم يعد الخبر عادياً… الرجل الذي لم يعرف عنه شيئا طوال عمره
الرجل الذي كان اسمه محظورا في بيتهم
أصبح الآن جزءا من واقعه
جلس باسم في غرفته الصغيرة
تتسلل خيوط الشمس من بين الستائر الباهتة والغبار يرقص في الهواء كأنه يحتفل بانكشاف السر الكبير
قالت جدته تلك الليلة بصوت مرتجف وعينين تغرورقان بالدموع "أبوك كان راجل محترم
من اسرة عاليه وابوه معروف
بس الظلم ما بيرحمش حد أمك حبته من قلبها وهو كان ناوي يعلن الجواز
لكن لما عرفوا أهله الدنيا اتقلبت هددونا…
وقالوا هيدمرونا لو فضلنا في الصورة
ابعدونا اخر الدنيا
أدرك وقتها أن حياته كلها كانت مبنية على كذبة ضرورية
على حمايةعلى صمت مريب
تربى في بيت الخال والخالة
وسط حنان ودفء
لكنه لم يعرف أبدا أنه ابن لرجل من طبقة أصحاب النفوذ
في اليوم التالي زاره المحامي مجددا
قال له: والدك مات من شهر عنده بنتين… لكنك الوريث الشرعي الوحيد بحكم الزواج الموثق فيه بيت باسمه ومزرعة في الريف وأموال في البنك
نظر إليه بدهشة عقله يحاول استيعاب كل ما يحدث"أنا؟
وارث؟
ده أنا كنت بشتغل صبي عند المعلم صابر…
ابتسم المحامي وقال: أبوك ساب وصية… قال فيها إنه ندم طول عمره وإنه حاول يشوفك كذا مرة لكن اتمنع عنه
وكتب لك كل حاجة لأنه شايفك الأحق
ذهب إلى الفيلا القديمة
واقفة بشموخ وسط بقايا عز راحل
استقبله البواب كأنه يعرفه وقال له: كنت دايما بشوف صورتك في أوضته
مكانش بينسى ملامحك
دخل الغرفة
وهناك وجد الصندوق الخشبي العتيق فتحه بيدين مرتعشتين فوجد صورا وخطابات وتسجيلات بصوت رجل لم يسمعه من قبل قال الصوت: "يا ابني سامحني… حاولت والله حاولت… بس كنت محكوم بجدار أكبر مني ومنك.
تساقطت دموعه بلا خجل للمرة الأولى شعر بأنه ليس يتيما كما كان يظن
بل ابن رجل عاش مقهورا مثله
لكنه لم يبحث عن المال ولا الميراث بل قرر أن يفتح البيت من جديد يحوله لمكان يجمع فيه الأطفال اليتامى يعلمهم يربيهم زي ما اتربى هو على إيد ست جدعة جميله هانم فى نفسها اسمها ستي فاطمة
وام حنونه
جنة سبب وجوده ف الدنيا
حكايته لم تنته بعد
لكنها بدأت من جديد بجذور أعمق وقلب أقوى
واسم لم يعد يخجل أن يحمله