رحلة الحياة في أعماقنا تحوي
دهاليز غامضة ً ببعدها الآسر.
والذي لا يعرف سره ُ إلا من
كان قد عاش في حينها المأثر.
وأنكساراً كان كأنكسار الضوء
ليحيله ُ الى مسار ٍ آخر.
فالنفس لطالما كانت تحمل في
طياتها سراً به ِ لاتشاهر.
وإن كان لأقرب الناس فأنه ُ لا
يخرج ُ إليهم وليبقى غائر.
في أعماق ٍ متباينة ٍ من ذلك
الغموض بدواخلنا وهي لا تغادر.
من ذلك الموقع الذي وضعناها به ِ
مهما الزمن كان بنا يسافر.
فالسر قد يطوه ِ النسيان عند الناس
ولكنه ُ فينا بكل وقت قد يكون حاضر.
ولو أننا قد نتغاضى عنه ُ لكنه ُ موجود ٌ
كبصمة ٍ لليد وأهميته ُ كأهمية الأضافر.
ومهما قد أمتدت به ِ السنين فهو مع
العقل والضمير كشخص ٍثان ٍ يعيش ُ
معك وهو ماكر.
لا تستطيع أن تهرب منه ُ مهما قد حاولت
لأنه ُ لا يرضى أن تجامله ُولتبقى معه ُ بكل
الأشكال حائر.
أيمكن أن تلغيه ِ من ذاكرتك لوحده ِ أم أنك
في حينها ستمسح كل ذاكرتك لتكون أنت َ
الوحيد الخاسر.
فالذي قد حصلت عليه ِ من كل التجارب
في الحياة شيء لا يقدر بأي مال ٍ وافر.
والذي كان بداخلك كان يمثلك أنت وهل
تستطيع أن تمحي كل ما مر بك َ وبكل
هذه البساطة قد تلغي الماضي والحاضر.
إنها مسألة لا يمكن الجزم بها ولكن نعمة
النسيان هي التي كانت سترحم بمن كان
لماضيه ِ قد لا يسافر.