الثانية فجرا 

عزيزي صاحب المقام الكبير 

يا ضي قمري..

يا حلمي المنير.. 

‏

من أين أتيت؟!

من دلك على عالمي البسيط؟

فأتيت واحتللت..

بجنونك وجموحك وعفويتك..

بغموضك الشديد ووضوحك المبهر..

من أي عالم أتيت؟!

عالم لا يقام فيه وزن لقيود.. ولا يعبأ بحدود ولا أحكام..

أتيت مختلفًا.. كما أنا لك غاية الاختلاف..

لتشكل ذلك الاختلاف على هيئة قلب نسكن فيه معًا..

أرسيت قواعده.. ونصصت قوانينه كما يرضيك ويحلو لك.. ويهواه قلبك ويحلو له..

رسمت أول قاعدة.. 

لو أننا مختلفون سنكتمل..

أنت تحبني.. وأنا أهيم بك..

والثانية أنه لو بيننا أشياء مشتركة..

سنترك للأمهر منا العنان..

والثالثة لو قدر علينا الانتظار..

ستتبارى أرواحنا في سد رمق ظمأ الآخر..

لم أرتب للقاء..

ولم تخطط أنت له..

اقتحمت عالمًا هادئًا راكد هواؤه.. 

فأمسى إثر مرورك عاصفًا لا يعرف الهدوء له سبيل..

وكأنه كان بانتظارك حتى يعرف بين يديك معنى الحياة..

تلثم بهمساتك مشاعري فتبعثرني وتبعثرها..

ثم تأتي عيناك تلملم بدفئها شتات كل ما قد تبعثر..

بهدوئك.. برزانتك.. بحنانك.. بتفهمك..

صرت ملاذًا للاجئ لم يذق طعم الوطن..

وقِبلة يستريح فيها من التعب..

تفهم تعبي.. وتدرك صمتي.. 

فتغمرني برحمتك..

تعي كل مشاعري من نبراتي..

فتطمئنني بأنك ستبقى دومًا هنا..

وأنني أبدًا أبدًا لن أهون..

كنا نصفي قمر التقيا فصارا بدرًا لا مثيل لتمامه..

قد يرونك فردًا..

بينما أراك كونًا بأكمله..

تعرف كيف تكون لي رجل.. فأكون لك كل ما تريد..

تعاملني وكأنني كنزك الفريد والوحيد..

الذي لطالما بحثت عنه حتى وجدته بعد طول عناء..

مهما حدث بيننا أعلم أنك هنا..

ولن ترد لفظة التخلي على قواميس حياتنا..

وكيف لذلك الشعور النقي الصادق أن يتخلله فراق أو تخلٍ أو خذلان؟!

شعور هو ليس بحب.. وليس بعشق..

بل هو احتلال لا يعرف الإكراه..

هو تسليم مع سبق الإصرار والتأكد..

تسليم لقلبٍ لا يليق به إلا الأسر بداخل قلبي إلى الأبد..

لقلب جاء في وقت قد كفرت فيه بكل أنماط المشاعر..

فأعاد لربوعي الإيمان واليقين مرة أخرى..

فآمنت بك..

وأحببتك..

يا بداية مشاعري..

ومسك الختام..