اعترفت لصديقتي ذات مرة انى اهاب الألم و لا املك الشجاعة على مواجهته و انا مغمضة العينين و ان لدى طرق اخرى للتعامل معه والحديث اليه حتى يعبر من خلالى ويرحل بسلام .
بالامس تحديت هذا الخوف وعزمت على مواجهته ،وتجربة الوجة المخالف لهذا المعتقد ،لعله اصوب مما اعتمد ..
عزمت ونويت فبدأت .
انها المرة الاولى التى اجرب فيها مفاتيح الأبواب التى بداخلها سجنت نفسي دون وعى ،ظناً منى بعدم أهمية الأمر ،لكنى ادركت خطأى الفادح ومدى الفجوة بين جرجرة المشاعر وهى مكممة الفم ،مغمضة العينين وكأنها طفل باكى يسير بإرادة غيره دون الانتباه لمراده واحتياجه..
و بين مصاحبتها و الاستماع لما وراء وجودها وتلبية مرادها وكأنها طفل مدلل مغمور باللطف والحنان ..
مر الوقت كله ..لا بعضه..
وانا اسيرة ارتباك الجسد ،برودة الاطراف و عشوائية الانفاس .حبيسة العين المغمضة الغير قادرة على الثبات .
ابيت الاستسلام ظللت هكذا حتى تبين لى قوة العزم وصدق النية في تلبية ما وراء المشاعر .
بدأت علامات السكينة تغمرنى شيئا فشيئا والدفء يسرى باوصالي و بدا لى طرف الخيط و لاحت لى بعض المواقف البعيدة المحملة بمشاعر الخوف الشديد ،المسجون من سنين بعيدة ،طالبا الحماية يقسم عليَّ ان اتركه يُعبر عن نفسه حتى جذوره .
طمأنته و اقسمت له ان احتمل المى حتى الثمالة....
بدا يتجلى امام عيني كطفل حديث عهدٍ بالحياه ،يصرخ دون توقف .لكنها ؛ صرخة حُر طليق نجا من تحت انقاض الظلام .
هدهدته فهدأ و بدأ يغرس في قلبي بذور السكينة والامان وتركنى ودموع الامتنان ترويها وتغمرها بلطف و رحمة ..