وجدت نفسها وراحتها بين أحضان بقعتها المفضلة من أرض تلك الغرفه التى تقطنها.
طالما طمعت في امتلاك حريتها بعيدًا عن الأسِرَّةٌ، والكراسي، وأماكن الجلوس التي تعلو الأرض، المحاطة بالأيدى والأركان المُقَيده.
لقد انحنى جسدها تقديسًا لذاك المكان الذى طالما احتواها في الظلام الحالك، وخاصة الظلام الداخلي.
امتدت جذور جسدها بداخله، فهى تفترشه وتنعم به كلما هوت عليه دون ارتطام أو ألم.
ألقت بثقل رأسها على وسادتها باهتة الألوان.
وفي هذه الليلة قررت الامساك ببئر دموعها الدفين، كما قررت أن لاتزيد بهتان ألوان وسادتها.
وكان رجائها أن تنعم بنوم هانئ ولو لليلة واحدة.
قررت البدء في تحقيق ذلك الرجاء.
أمسكت برواية عُرفت بعلو حسها الفكاهي، فتحت عيونها بعد صراع مع جفونها،لتبدأ في القراءة، وكأن تلك العيون اعتادت الحزن...وترفض كل ما هو غير ذلك.
ظلت تقرأ وكأنها تستمتع بذلك حتى تعالت أصوات ضحكاتها التي ما إن سمعتها لوهلة ...حتى اعتقدت أن هناك شخصًا لم يعرف للحزن طريقًا...يضحك كالمعتاد.
ولكن سرعان ما ألقت ما بيدها وتوقفت عن كل شيء ، حتى أصبح السكون ساكنًا للمكان
وكأن تلك الضحكات التي كانت تتخلل فراغات الحجرة منذ ثوانٍ لم تكن ولو قبل سنوات.
كشف ذلك الصمت عن زيف ضحكاتها، وعن ألم دفين قاومته بقوة لا يضاهيها شيء.
حتى عيونها المفتوحة كمصرعين لم يغلقا يومًا، لا يروا شيئًا وكأنهما مغلقتين منذ مجيئهم للحياة.
ودموعها التى طال حبسها، سالت رغمًا عنها وكأنها نهرًا جاري.
بللت تلك الدموع الوسادة وقررت آلا تأبه ببهتان الألون.
تنهدت وتساءلت؟
ماذا حل بى فأطفأ بداخلي ومضة الأمل الساكنة؟
تلك الومضة التي كانت تسكن ثنايا قلبى!!
ماذا أفعل في مواجهة شبح لاأدري عنه أي شيء إلا سُكنه خيالاتي؟
هل بإمكاني التوقف عن التفكير ...ولو للحظات؟
كيف لي أن أتوقف عنه وأنا لا أبرع في شيء قدر براعتي فيه؟
هل الحل في التوقف عن القراءة؟
كيف وأنا لا اعرف القراءة ولا أتذوقها؟!
فقط أُمسك بالقصص والروايات حتى أتوه بين حروفها، وسطورها، طمعًا في الحصول على نوم متصل، أو لقراءة مشاعري ...تلك التى أتحول لأمية أمامها؟
أتوقف عن ماذا، وأنا لا أعلم ماذا أفعل حتى أتوقف عنه؟
وأنا لا أدري شيئًا واضح الملامح عن حياتي لأتمسك به،و لأبدأ من عنده بأي شيء له معنى؟
هل من اليقظة أن أعلم أنني في غفلة من أمري؟
ليت النوم يأتيني على عجلةٍ ، حتى ينقذني من أفكاري وتحليلاتها الخاوية، فهى كالعادة بلا إضافة وبلا معنى.
على صوت المنبه استيقظت من نومها...
لتجدها الخامسة فجرًا!!
لا تدرى إن كانت في يقظة أم غفلة ؟!
حتى تُرتب ما بقى من أحداث حياتها المتناثرة.
نزعت عنها غِطائها لتنهض، وهى تردد:
عجيب امر الحياة نرى أنفسنا في منام ومُقام، ولا ندرى أي منهما حقيقة و الآخر خيال ؟