في حقول الوطن، حيث تُزهر البنادق بدلاً من الورود، وحيثُ تُرسم لوحات البطولةِ بدماءِ الشهداء، هناكَ ينبتُ نبتةٌ فريدةٌ من نوعها، نبتةٌ تُسمّى "طفلٌ شهيد".
هذا الطفلُ ليس كأيّ طفل، فهو لم يعشْ طفولتهُ كاملةً، لم يلعبْ في الشوارعِ، لم يُشاركْ أصدقائهُ ألعابهم، بلْ قضى طفولتهُ في ساحاتِ المعاركِ، يدافعُ عن وطنهِ ضدّ الظلمِ والقهرِ.
عيناهُ لم تَرَ من الدنيا سوى الدمارِ والحربِ، وقلبهُ لم يعرفْ طعمَ السعادةِ والفرحِ، لكنّهُ مع ذلكَ كان يُحاربُ ببسالةٍ وشجاعةٍ، لم تَثنِهِ صغرُ سنّهِ عن الدفاع عن مُثُلهِ ومبادئهِ.
بينما كان هذا الطفلُ يُقاتلُ ببسالةٍ، أصابتهُ رصاصةٌ غادرةٌ، فسقطَ على الأرضِ مضرجاً بدمائهِ.
في تلك اللحظةِ، لم يبكِ هذا الطفلُ، بلْ ابتسمَ ابتسامةً عريضةً، وكأنّهُ قد حقّقَ انتصاراً عظيماً. كان يرى نورًا يقترب منه، حدائق تمتلىء بثمار فاكهة لم يراها من قبل..
ولأول مرة فى حياته الصغيرة شعر بالأمان..