هل هي زيارتك الأولي ؟دليل الزيارة الأولي

آخر الموثقات

  • صرخات العمارة التي تئن،، مقال
  • بلاش نبقى الدبه التي قتلت صاحبها
  • الرحمات …..دليڤري
  • الإبداع في العبادة في رمضان
  • الحب وحده ليس كافيا
  • مرحبًا أيُّها البطل!
  • يا عزيزي كُلّنا نصوص
  • شبح سعد - قصة قصيرة
  • الشقاء فوق العادي
  • ما بين صمته وحديثها ضياع
  • قتل خطأ
  • تجربة مركز اعداد الرواد الثقافيين وسعد الدين وهبة
  • أعراض جانبية قد تبدو بسيطة رغم خطورتها
  • هذا هو جيشنا
  • بارك الله فيه،، كبسولة
  • لا أسيء التقدير..
  • حوار مع زعفرانة ١٢
  • انحنى صُلْبُ الدهر
  • الانطباع الأول
  • قوة السوشيال ميديا
  1. الرئيسية
  2. مركز التـدوين و التوثيـق ✔
  3. المدونات الموثقة
  4. مدونة محمد شاهين
  5. أطياف ( الحلقة الأولى)

المشهد الأول: البيت الريفي

 

(الليل.. صوت الكلاب ينبح في الخارج.. ضوء القمر يتسلل من نافذة صغيرة.. الأم "زهرة" تجلس بجانب ابنها "حسن" البالغ من العمر 10 سنوات، وهو راقد على فراش من القش، يعاني من الحمى.)

 

زهرة (بصوت متوتر وهمس):

 

استر يا رب.. ما حدّش يسمعنا.

 

الأب (عبده):

(يدخل الغرفة وهو يحمل إناء ماء)

 

خدي، بلِّي جبينه. الحكومة بتلف في البلد، شُفت العربيات عند بيت أبو سليمان.

 

زهرة (بخوف):

 

طيب وهنعمل إيه لو جم هنا؟

 

عبده:

 

هنعمل اللي نقدر عليه.. حسن مش هيسيب البيت.

 

زهرة:

 

بس لو عرفوا.. ممكن ياخدونا كلنا!

 

(حسن يتنفس بصعوبة ويهمس):

 

أمّه.. أنا تعبان.

 

زهرة:

 

استحمل يا حبيبي.. استحمل، هتخف قريب إن شاء الله.

 

---

 

المشهد الثاني: في الخارج، شارع القرية

 

(ضوء النهار.. مجموعة من الرجال يرتدون زيًا طبيًا، ومعهم جندي من الحكومة يحمل بندقية. يطرقون أبواب البيوت ويبحثون عن المرضى.)

 

الجندي:

 

افتحوا الأبواب! دي أوامر الحكومة، لازم نكشف على الناس.

 

(امرأة عجوز في الشارع تصرخ):

 

حرام عليكم! خدتوا حفيدي امبارح ولسّه ما رجعش!

 

رئيس الفريق الطبي:

 

ده لمصلحتهم يا حاجة.. المرض ده بيعدي، ولازم نسيطر عليه.

 

---

 

المشهد الثالث: العودة إلى البيت الريفي

 

(الأب والأم ينظران من النافذة.. أصوات الجنود تقترب.)

 

عبده (بهمس):

 

زهرة، لازم نخبيه.

 

زهرة:

 

فين؟

 

عبده:

 

في الجبّانة القديمة.. ما حدش هييجي هناك.

 

(زهرة تتردد، ثم تهز رأسها بالموافقة.. المشهد يظهرهما يحملان حسن الذي يغفو بين ذراعي أبيه، ويسيران به تحت جنح الظلام.)

 

---

 

المشهد الرابع: الجبّانة

 

(الجبّانة مهجورة، وأصوات البوم تسمع من بعيد. يضع الأب ابنه في مكان آمن ويغطيه ببطانية.)

 

حسن (بصوت ضعيف):

 

أنا خايف يا أبويا.

 

عبده:

 

ما تخافش، أنا جنبك.

 

(زهرة تهمس):

 

يا رب، يا رب استرنا.

 

(أصوات خطوات الجنود تقترب.. الأم والأب يحاولان الاختباء.)

 

(أحد الجنود يكتشف العائلة في الجبّانة.. المشهد متوتر، لكن رئيس الفريق الطبي ينظر إلى حسن ويقول بهدوء.)

 

رئيس الفريق الطبي:

 

إحنا مش هنا علشان نؤذيكم. إحنا هنا علشان نساعد الولد.

 

عبده (بغضب):

 

تساعدوه؟! زي ما ساعدتوا اللي خدتوهم قبله؟!

 

رئيس الفريق الطبي:

 

اسمعني.. لو سبناه هنا، المرض هيقضي عليه.. خلي عندك أمل.

 

(الأب ينظر إلى الأم بتردد، قبل أن تجهش بالبكاء وتحتضن ابنها.. يوافق أخيرًا على تسليمه.)

 

------

 

المشهد الخامس: مركز العزل الصحي

 

(حسن في غرفة صغيرة ونظيفة. الأطباء يضعون كمامات ويمرون بين الأسرة. حسن يبدو خائفًا لكنه يحاول التماسك. في الخارج، الأب "عبده" ينتظر بفارغ الصبر، ينظر من نافذة صغيرة بينما الأم "زهرة" تجلس على الأرض تبكي.)

 

عبده (يهمس لنفسه):

 

يا رب، صبّرنا.. يا رب.

 

(يدخل طبيب شاب "الدكتور أمين" إلى الغرفة حيث الأسرة.)

 

الدكتور أمين:

 

حسن حالته مستقرة.. جينا في الوقت المناسب.

 

زهرة (بفزع):

 

يعني إيه مستقرة؟ هيخف؟

 

الدكتور أمين:

 

بإذن الله، العلاج هيحتاج وقت، بس أهم حاجة إنه في مكان آمن ومش هيعدي حد.

 

عبده (بتردد):

 

وهنقدر نشوفه؟

 

الدكتور أمين:

 

ممكن تشوفوه من بعيد، لكن ما تلمسوش. ده لحمايتكم وحمايته.

 

(الأب يضع يده على كتف الأم ليهدئها، ويقتربان من النافذة. يريان حسن نائمًا على سرير، وجانبه ممرضة تعيد ضبط وضع البطانية فوقه.)

 

زهرة (بصوت متهدج):

 

حسن.. ابني، سامحني يا حبيبي.

 

المشهد السادس: في القرية

 

(تمر الأيام، والقرية في حالة ترقب. بعض الجيران يتحدثون عن العزل، والبعض يلوم الحكومة. تظهر أصوات شائعات.)

 

الجارة أم سليمان:

 

قال يعني بيروحوا المستشفيات؟ اللي يروح ما بيرجعش!

 

رجل كبير :

 

لا يا أم سليمان.. ابن أخويا كان هناك، وخف ورجع البلد. الحكومة بتحاول تساعد، بس إحنا اللي بنخاف.

 

شاب صغير:

 

لو كنا سمعنا كلامهم من الأول، ما كانش الحال وصل لكده.

 

(تظهر العربات الحكومية تجوب الشوارع لتوزيع الإمدادات وتوعية الناس)

----

المشهد السابع: مركز العزل

 

(تمر الأيام، وحالة حسن تتحسن بشكل لافت وسريع. الأطباء يتحدثون عن تطور غير مألوف، والدكتور أمين يبدو حائراً. حسن يجلس في سريره، يحدق بصمت في النافذة دون أن يتحدث. الممرضة "سهى" تدخل الغرفة لتتفقد حالته.)

 

سهى (بابتسامة):

صباح الخير يا حسن. أخبارك إيه النهاردة؟

 

(حسن يرفع رأسه ببطء وينظر إليها بعينين خاليتين من التعبير.)

 

حسن (بصوت هادئ ومخيف):

كل شيء بخير... لكن قريباً لن يكون كذلك.

 

(سهى تشعر بقشعريرة، لكنها تتجاهلها وتكمل عملها. تخرج من الغرفة بسرعة وهي تنظر خلفها بحذر.)

 

---

 

المشهد الثامن: اجتماع الأطباء

 

(غرفة الأطباء. الدكتور أمين يقف أمام فريق من الأطباء يناقش حالة حسن.)

 

الدكتور أمين:

حالة حسن غريبة جداً. التحاليل تظهر أنه شُفي تماماً، لكن النشاط العصبي في دماغه غير طبيعي. كأنه...

 

طبيب آخر:

كأنه تغير في شيء ما. لكن إزاي؟ مستحيل العلم يفسر ده!

 

الدكتور أمين:

أنا شايف إنه لازم يبلغوا أهله ويستعدوا لاستلامه، لكن محتاجين نراقب حالته حتى بعد خروجه.

 

---

 

المشهد التاسع: المنزل

 

(حسن يعود مع والديه في سيارة إسعاف. القرويون يقفون في الشوارع ينظرون إليه بخوف ودهشة. حسن يخرج من السيارة بهدوء، عينيه تخترق الحشد بنظرات غريبة.)

 

عبده (بقلق):

الحمد لله على السلامة يا حسن... إنت كويس؟

 

حسن (بابتسامة غامضة):

كويس يا بابا... لكن ممكن يبقى أسوأ فى القريب.

 

(عبده وزهرة يتبادلان نظرات حائرة.)

 

---

 

المشهد العاشر: ليلاً 

 

(غرفة حسن مظلمة. يجلس على سريره يتأمل القمر من النافذة. فجأة، تبدأ الأنوار في القرية بالوميض. الحيوانات تصرخ في الحظائر، والأصوات الغريبة تملأ الجو.)

تفتح زهرة باب حجرة حسن ببطء. لتجده يقف في الظلام، وجهه مغطى بالعرق لكنه يبتسم ابتسامة مخيفة.)

 

حسن (بصوت عميق):

مش لازم تخافوا... لكن مش كل حاجة زي ما كانت فى الأول!!

 

---

 

المشهد الحادي عشر: الفزع

 

(في اليوم التالي، يظهر حسن وهو يمشي بين الحقول. يشعر الناس برعشة وخوف كلما اقتربوا منه . شائعة تنتشر أن حسن "رجع بشيء غريب معه".)

 

أم سليمان:

قلت لكم! المستشفيات دي مش طبيعية! شوفوا الولد بقى عامل إزاي.

 

شاب صغير:

لكن ده حسن! كان مريض، وأهو خف!

 

رجل كبير:

خف؟ ولا رجع بشيء مش مفهوم؟

 

---

 

المشهد الثانى عشر : المواجهة

 

(في منزل حسن. الدكتور أمين يأتي مع فريق طبي.)

 

الدكتور أمين:

حسن، عايزين نتكلم معاك شوية.

 

حسن (يجلس على كرسي بابتسامة غامضة):

أنا كويس يا دكتور... بس أنتم مش هتفهموا.

 

الدكتور أمين:

نفهم إيه؟

 

حسن (ينهض ببطء):

إنه مش كل شفاء رحمة. أوقات بيبقى اختبار... وأوقات بيبقى عقاب.

 

(تنطفئ الأنوار فجأة، ويعم الظلام المنزل. أصوات غامضة تسمع من الخارج، ويتسرب شعور بالخوف بين الجميع.)

 

يتبع.....

التعليقات علي الموضوع
لا تعليقات
المتواجدون حالياً

860 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع