في ظلّ سحب التوتر السياسيّ المُتراكمة، عاش اليهود في مصر أيّامًا عصيبة بعد ثورة 1952. ازدادت حدة المشاعر المعادية للصهيونية مع تصاعد الصراع العربيّ الإسرائيليّ، ممّا دفع بالعديد من اليهود إلى التفكير في الهجرة.
كان من بينهم "إيلى" شابٌّ طموحٌ، نشأ في حارة اليهود بالقاهرة. تملّكه شعورٌ بالخوف على مستقبله ومستقبل عائلته، فقرّر الرحيل إلى فرنسا بحثًا عن حياةٍ جديدة.
لكن قبل مغادرة مصر، عدل فكرته، وقرر البقاء فى مصر
واجه "إيلي" عقبةً كبيرة: كان يحمل اسمًا عبريًا، ممّا قد يُثير الشكوك والأقاويل ، ويعرضه للأذى.
لذلك، لجأ "إيلي" إلى صديقه "داوود" الذي كان يعمل كاتبًا في محكمة الأحوال الشخصية. ساعد "داوود" "إيلي" في الحصول على اسمٍ عربيّ جديد " حسن" وتغيير اسمه في السجلات الرسمية، ومع تغيير الاسم غير ديانته على الورق فقط.
لم يكن "حسن" سعيدًا بتغيير اسمه، وديانته_ حتى لو كان الأمر ظاهريا_ فقد اعتبره جزءًا من هويّته. لكنّه أدرك أنّ ذلك كان ضروريًا لضمان سلامته وسلامة عائلته.
عاش "حسن" فى مصر ، مع العائلة يحملون أسماء جديدة ، وآمالًا جديدة في حياةٍ أفضل.
يتظاهرون بالفرح عند أي نصر، يصومون، يصلون، ويقيمون الشعائر الإسلامية علنا..
وعندما يجتمعون فى بيتهم ، تنسلخ الجلود ، وتُكشف الأقنعة ، ويخرج ما ضاق بالصدور.
تزوج فتاة من أسرة يهودية قامت بنفس الأمر، غيرت اسمها، وديانتها فى السجلات الرسمية ولكن الانتماء مازال للهوية الأصلية.
بعد أعوام كان لحسن أسرة كبيرة ، زوجة وثلاثة أطفال، لديهم نفس الهوية المزدوجة.
وهكذا ..عاشت أسرة "حسن" بقية حياتهم قى مصر تحمل هوية عبرية في قلوبهم و أسماء مصرية إسلامية في هويّتهم الرسمية!