في ظلال التاريخ، تتراقص حكايات العبث، سيمفونية من الأحداث المتناقضة، والمشاعر المتضاربة، حيث يلتقي العقل باللامعقول، ويصطدم المنطق باللا منطق.
يُسدل الستار على مسرح الحياة، ليكشف عن مسرحية عبثية، حيث يتلاعب هذا العبث بخيوط الشخصيات، محركاً إياهم نحو مصائر غامضة.
تُعزف ألحان السخرية، بينما تُساق البشرية في رحلة عذاب لا نهاية لها، يضحك فيها المهرجون على خشبة المعاناة، تاركين وراءهم دموع المقهورين، وآهات المظلومين.
يُطلق العقل صرخات مدوية في وجه الصمت المطبق، باحثاً عن معنى لوجوده، وسبب لمعاناته، لكن لا يجد سوى صدى صوته يتردد في أرجاء الفراغ.
تدب رقصة الموت على أنغام الفوضى، حاصدةً أرواح الأبرياء دون تمييز، تاركةً وراءها ندوباً لا تُمحى من ذاكرة التاريخ.
يُحاول الفلاسفة فك رموز العبث، باحثين عن تفسير لمعنى الحياة، لكنهم يواجهون فوضى عارمة، تجعل من سعىِهم عبثاً فادحاً.
تُثور الشعوب ضد الطغيان، باحثةً عن الحرية والعدالة، لكنها تصطدم بجدران العبث، حيث تُقمع ثوراتها، وتُداس أحلامها في وحل الواقع.
يُزهر الحب في قلوب العشاق، باحثاً عن دفءٍ في عالمٍ قاسٍ، لكنه يواجه قسوة الواقع، وصراعات الحياة، فتذبل أزهاره، وتُدفن مشاعره تحت ركام العبث.
يُبدع الفنان لوحاته، ويُنشد أشعاره، ويُلحن موسيقاه، محاولاً التعبير عن مشاعره، وأفكاره، لكنه يواجه عبثية الوجود، حيث لا يجد معنىً لفنّه في عالمٍ يفتقر إلى القيمة.
ينظر الإنسان إلى حياته، فيرى سلسلةً من الأحداث المتناقضة، والمشاعر المتضاربة، فيُدرك عبثية وجوده، ويُصاب باليأس والإحباط.
والسؤال:
هل العبث هو نهاية المطاف؟