في زحمة الحياة، يمضي الإنسان متباهيًا بقوته، معتقدًا أنه سيد الكون بلا منازع. ينظر إلى السماء فيرى النجوم تتلألأ، فيظن أنها تضيء فقط لتشهد على عظمته. يخطو على الأرض بثقة، وكأنها خُلقت لتكون تحت قدميه. ينسى في غمرة غروره أن الكون أوسع وأعظم مما يتخيل، وأنه مجرد جزء صغير في لوحة كونية لا متناهية.
يتحدى الطبيعة، يبني ناطحات السحاب، يغزو الفضاء، ويظن أنه بذلك قد بلغ القمة. لكن، في لحظة واحدة، قد تأتي عاصفة، أو زلزال، أو حتى فيروس صغير، ليذكره بضعفه وهشاشته. حينها، يدرك الإنسان أن قوته ليست إلا وهمًا، وأن الكون بأسره لا يعترف بغروره.
هل يأتي يوما و يتعلم الإنسان أن التواضع هو السبيل الوحيد لفهم مكانته الحقيقية في هذا الكون الواسع. فالقوة الحقيقية ليست في السيطرة، بل في التعايش بتناغم مع كل ما حوله، مدركاً أن الكون أكبر وأعظم من أن يُختزل في غرور شخص.