في مساء شتوي بارد، دخلت "ليلى" متجرًا أنيقًا في مول وسط البلد بحثًا عن هدية لصديقتها. كانت الأنوار المتلألئة تتراقص على زجاج المتجر، والدفء الداخلي يضفي على المكان شعورًا بالحميمية. في الخلفية، بدأت أغنية "كلمات" لماجدة الرومي تتسلل إلى الأجواء، كلماتها الرقيقة تلامس القلوب وتغزل للحظات سحرًا خفيًا.
بينما كانت ليلى تتجول بين الأرفف، وقعت عيناها على شاب يقف عند قسم الكتب. لم يكن يختار شيئًا، بل كان يحدق في كتاب بيديه كأنه يبحث عن شيء مفقود. للحظة قصيرة، التقت أعينهما. شعرت ليلى بحرارة تتسلل إلى وجنتيها، لكن بدلاً من أن تشيح بنظرها، استسلمت لتلك النظرة.
ظل الشاب، الذي بدا وكأنه يعيش لحظة تأمل، ينظر إليها بهدوء، عيناه تحكيان حكاية من الشوق والفضول. لم تكن هناك حاجة للكلمات؛ كانت أغنية ماجدة خلفية حوار صامت بين قلبين.
اقتربت ليلى من رف آخر، مدعية أنها تبحث عن شيء ما، بينما ظل هو يراقبها من بعيد. لم يكن هناك جرأة لكسر الصمت، فقط نظرات متبادلة تحمل معانٍ لا حصر لها. حينما تحركت لتغادر، تبعها بعينيه، وكأنما يخشى أن تضيع هذه اللحظة للأبد.
وعند باب المتجر، التفتت ليلى مرة أخيرة، لتجده ما زال هناك، ينظر إليها بابتسامة خفيفة تشبه الوعد الذي لن يتحقق. خرجت وهي تشعر أن أغنية "كلمات" أصبحت جزءًا من قصتهما التي بدأت وانتهت في دقائق معدودة، دون أن تُقال كلمة واحدة.
في تلك الليلة، بينما كانت تتذكر عينيه، أدركت ليلى أن بعض العلاقات لا تحتاج للكلمات لتعيش؛ يكفي أن تكون ذكرى جميلة، منسوجة من النظرات وأغنية خالدة.