هل هي زيارتك الأولي ؟دليل الزيارة الأولي

آخر الموثقات

  • صرخات العمارة التي تئن،، مقال
  • بلاش نبقى الدبه التي قتلت صاحبها
  • الرحمات …..دليڤري
  • الإبداع في العبادة في رمضان
  • الحب وحده ليس كافيا
  • مرحبًا أيُّها البطل!
  • يا عزيزي كُلّنا نصوص
  • شبح سعد - قصة قصيرة
  • الشقاء فوق العادي
  • ما بين صمته وحديثها ضياع
  • قتل خطأ
  • تجربة مركز اعداد الرواد الثقافيين وسعد الدين وهبة
  • أعراض جانبية قد تبدو بسيطة رغم خطورتها
  • هذا هو جيشنا
  • بارك الله فيه،، كبسولة
  • لا أسيء التقدير..
  • حوار مع زعفرانة ١٢
  • انحنى صُلْبُ الدهر
  • الانطباع الأول
  • قوة السوشيال ميديا
  1. الرئيسية
  2. مركز التـدوين و التوثيـق ✔
  3. المدونات الموثقة
  4. مدونة محمد شاهين
  5. موسم خريف الرجال..الجزء الرابع و الأخير

الظلام يلفّ مركز التجميد، صمت خانق يقطعه فقط هسهسة الهواء البارد. خطوات ضابط الأمن "أنور الراوي" تتردد على الأرضية المعدنية، تاركة أثرها في جزيئات الثلج المتناثرة.

أنور ، ذو العيون الحادة والنظرة الثاقبة، يحمل في داخله ثورة هائلة من المرارة.

دقائق قليلة فصلت منذ دخوله المركز ووجوده أمام المدير فى مكتبه الخاص.

أشعل أنور الراوي سيجارته رغم التحذيرات المنتشرة بكل أرجاء المكان بمنع التدخين. 

كان يصطحب معه عددا من رجال الأمن ، ومجموعة من موظفي مصلحة الضرائب ، وبعض رجال العلم الذين يعملون فى أجهزة الدولة السيادية.

كان هو على رأسهم جميعا، وكان مدير مركز التجميد يعرفه جيدا ، ويدرك أساليبه وخطورة موقعه.

فى لهجة ذات مغزى قال أنور الراوى وكأنه يوجه كلامه لأحد المخبرين:

- د .هاشم خلف ، رئيس مركز التجميد .

أعرف عنك الكثير ، وأدرك مدى طموحك العلمى ، ولكن لم أكن أتصور أن طموحك يصل لهذه الدرجة .

حاول د.هاشم أن يبدو متماسكا و هو يقول :

- المركز حصل على الموافقات العلمية ، والأمنية قبل الإنشاء.

قهقه أنور الراوي فى قوة :

- موافقات!! 

ثم تغيرت لهجته:

- أية موافقات؟! هل حصلتم على موافقة مني؟ هل حصلتم على موافقة من دار الإفتاء، أو من الكنيسة؟ أين إقرارك الضريبى؟

قال د. هاشم فى دهشة:

- ضرائب! المركز فى طور التجربة، ولم يحصل على أرباح حتى الآن .

أشار أنور الراوي إلى موظفى الضرائب وقال:

- لديهم بلاغات عن ضرائب لم تسدد.

ثم أشار إلى رجال العلم :

- وهؤلاء لديهم ملاحظات علمية على التجربة ، ومعهم رجال الدين الذين أصدروا فتوى بتحريم التجربة.

انهار د.هاشم وهو يقول:

- والحل ؟! هناك من تم تجميده بالفعل ، ومن الخطر أن نلغى التجربة إلا بعض فترة من الوقت .

أشار أنور الراوي إلى كل رجاله ، فغادروا المكان ، ثم التفت إلى د .هاشم وقال فى لهجة هادئة :

- كل تلك البلاغات سنتغاضى عنها، وسنحاول التفاوض مع رجال العلم ورجال الدين.ولكن ..

صمت ، ليحترق د.هاشم فضولا، ثم أكمل :

- أريد الشيخ رضوان ، ود.خليل ..فقط.

صمت د.هاشم فترة من الوقت ، وهو لا يصدق مايسمعه، كان ينظر غير مصدقا إلى أنور الراوي الذى كان يشعل سيجارته الثانية .

- ولماذا هما ؟

- الأول من جماعة دينية محظورة، والثانى لديه أفكارا هدامة إلحادية. 

د.هاشم :

- إنهما متعارضان فى الرأى تماما، فكيف تريدهما سويا. 

- كلاهما خطر.

- لقد ابتعدا تماما عن الحياة، تقريبا فى عداد الموتى، حتى تحين لحظة عودتهما من التجميد.

- لقد هربا. هل مركز مأوى للهاربين؟ 

هتف د.هاشم فى ضيق:

- إنهما فى حاوية واحدة تحتويهما مع مواطن بسيط يدعى عم مصطفى، وآخر ملياردير يسمى أكرم فهمى ، وأى محاولة لإعادتهما وإلغاء التجربة سيضع الأربعة فى موقف خطير، ربما مصرعهم جميعا.

مط أنور شفتيه فى برود:

- لايهم، من هو عم متولى أو مصطفى أو أكرم فتحى ؟ لكل شىء ضحايا. 

ثم قال فى قوة:

- الغى التجربة حالا.

عبثا، حاول د.هاشم إقناع أنور الراوى، حتى استسلم مدير المركز وأمر بإلغاء التجربة على الشيخ رضوان ، ود. خليل ومحاولة عودتهم على قيد الحياة رغم يقينه بأن عودة الدماء الطازجة لهما ، وإلغاء التبريد فى هذا الوقت خطرا شديدا عليهما.

كان يقف أنور الراوى بجانب مدير المركز أمام الحاوية التى تضم الأجساد الأربعة، ويراقب العلماء الذين بدا على وجوههم القلق والتوتر وهم يحاولون بشتى الطرق تجنب المخاطر.

ثم سكن العلماء جميعا ، وتبادلوا نظرات الخيبة والحزن.

فالتفت مدير المركز إلى أنور الراوى وقال:

- ألم أقل لك ، الأربعة رحلوا عن دنيانا، لقوا مصرعم جميعا. رحل الشيخ رضوان بأفكاره الدينية ، ود.خليل بأفكاره الهدامة، ورحل معهم عم مصطفى الهارب من فقره ، والملياردير أكرم صاحب الثروة الجبارة..كلهم ماتوا بسببك .

نظر له أنور الراوى قليلا ، ثم اقترب من د.هاشم وقال فى هدوء:

- وأين الخسارة فى ذلك ؟ ماذا خسر المجتمع برحيلهم؟ لقد ارتاحوا منا، وارتحنا منهم.

وبكل هدوء ، ولا مبالاة شق أنور الراوي طريقه إلى الخارج مصطحبا معه جمعه الغفير الذى حضر معه..

ودون أن يشعر بحجم المأساة.

 

"تمت "

التعليقات علي الموضوع
لا تعليقات
المتواجدون حالياً

1379 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع