هل هي زيارتك الأولي ؟دليل الزيارة الأولي

آخر الموثقات

  • صرخات العمارة التي تئن،، مقال
  • بلاش نبقى الدبه التي قتلت صاحبها
  • الرحمات …..دليڤري
  • الإبداع في العبادة في رمضان
  • الحب وحده ليس كافيا
  • مرحبًا أيُّها البطل!
  • يا عزيزي كُلّنا نصوص
  • شبح سعد - قصة قصيرة
  • الشقاء فوق العادي
  • ما بين صمته وحديثها ضياع
  • قتل خطأ
  • تجربة مركز اعداد الرواد الثقافيين وسعد الدين وهبة
  • أعراض جانبية قد تبدو بسيطة رغم خطورتها
  • هذا هو جيشنا
  • بارك الله فيه،، كبسولة
  • لا أسيء التقدير..
  • حوار مع زعفرانة ١٢
  • انحنى صُلْبُ الدهر
  • الانطباع الأول
  • قوة السوشيال ميديا
  1. الرئيسية
  2. مركز التـدوين و التوثيـق ✔
  3. المدونات الموثقة
  4. مدونة محمد شاهين
  5. موسم خريف الرجال ..جزء ٢

كان دكتور خليل، أستاذ الفلسفة بجامعة القاهرة، رجلاً ملحدًا رافضًا للواقع. عاش خليل في زمن مليء بالصراعات والظلم، وشعر بالإحباط من عدم قدرته على إحداث أي تغيير إيجابي. بدأت أفكاره تتخذ محورا خطيرا ؛ خاصة لأنه لم يتزوج، ولم يكمل علاقة سوية مع فتاة طوال عمره الذى قفز للعقد الخامس دون أى علاقات اجتماعية ، حتى الأصدقاء المقربون ابتعدوا واحدا تلو الآخر مع بدء تصريحاته الملحدة حول بداية الكون والخلق والإله.

 

في أحد الأيام، قرأ خليل عن مركز جديد يقدم خدمة تجميد الرجال. تسمح هذه الخدمة للرجال بتجميد أجسادهم في حالة سكون حتى يصبح العالم مكانًا أفضل، ثم يتم إعادتهم للحياة.

 

أثار هذا الاكتشاف خيال خليل؛ الخيال الذى تعدى كل ماهو مسموح ، فتقبل الأمر فورا ..

 فكر في إمكانية العيش في زمن خالٍ من الحروب والفقر والظلم. قرر خليل الخضوع لهذه العملية، على أمل أن يصحو في عالم يستحق العيش، عالم يستطيع استيعاب أفكاره وتقبلها .

فى اليوم التالى ، كان يقف مستعدا لكل الإجراءات ..

وقع إقرارا بمسئوليته الكاملة عن التجربة، رفض أن تكون بالمجان رغم أنه من أوائل المتقدمين .

تركهم يجرون تجاربهم العلمية عليه بلا تردد، بل كان ينظر لهم فى اهتمام وترقب ..

وبعد ساعة كاملة ، كان جسد د. خليل داخل تابوت محكم مدون عليه اسمه ورقمه ..

هذا فقط ما تبقى منه فى تلك الحياة ..

 

-----------------

 

الشيخ رضوان تجاوز سن الخمسين ولكنه مازال يعاني من اضطهاد الأمن له ؛ كانت أيام شبابه مليئة بالحماس الوطنى ، فاتجه إلى أحد الجماعات الدينية وانضم لها واقتنع بأفكارها..

تزوج من إمرأة متدينة ، ولم ينجب منها، مرت الأعوام حتى أدرك أنه عقيم ، فخيّرها أن يطلقها ويسرحها بالمعروف أو أن تبقى معه ولكن دون أطفال .

قبلت تلك الحياة ووهبت نفسها للعبادة ، زادت فى قلبه غلاوتها وأيقن أن اختياره كان سليما عندما اختارها زوجة صالحة.

فجأة ، توفت زوجته ورحلت تاركة ألما لا يوصف داخله ، ورغم إيمانه الشديد هاج وصرخ وتلفظ بألفاظ لا تناسب مكانته الدينية ، لكنه استيقظ من غفلته وندم واستغفر وحول حزنه لمزيد من العبادة.

ولم يسلم من الاضطهاد، رغم بعده التام عن أية أحزاب سياسية، ولم يتلفظ بلفظ له أكثر من معنى.

ضاقت به الدنيا حتى رأى الإعلان..

بهت فى بداية الأمر ، واستغرب الفكرة، ولكنه بدأ فى التفكير بها.

حصل على فتوى بأن التجربة ليست انتحارا بل هى مجرد هروب من الواقع لفترة أملا فى التغيير للأفضل.

وبسبب الاضطهاد المتكرر، وحزنه الشديد على زوجته كان من أوائل المتقدمين للتجربة ، ووقع إقرارا بتحمل المسئولية ، وكانت مجانية .

بسمل وحوقل ، وقرأ الصمدية وآية الكرسي وهم يجرون عليه تجاربهم .

ثم قرأ الشهادتين وأغمض عينيه..

وجانب تابوت د. خليل يرقد تابوت يحمل اسم الشيخ رضوان ورقمه.

هذا ما تبقى منه هو الآخر..

 

نهاية الجزء الثانى ..

التعليقات علي الموضوع
لا تعليقات
المتواجدون حالياً

951 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع