هل هي زيارتك الأولي ؟دليل الزيارة الأولي

آخر الموثقات

  • صرخات العمارة التي تئن،، مقال
  • بلاش نبقى الدبه التي قتلت صاحبها
  • الرحمات …..دليڤري
  • الإبداع في العبادة في رمضان
  • الحب وحده ليس كافيا
  • مرحبًا أيُّها البطل!
  • يا عزيزي كُلّنا نصوص
  • شبح سعد - قصة قصيرة
  • الشقاء فوق العادي
  • ما بين صمته وحديثها ضياع
  • قتل خطأ
  • تجربة مركز اعداد الرواد الثقافيين وسعد الدين وهبة
  • أعراض جانبية قد تبدو بسيطة رغم خطورتها
  • هذا هو جيشنا
  • بارك الله فيه،، كبسولة
  • لا أسيء التقدير..
  • حوار مع زعفرانة ١٢
  • انحنى صُلْبُ الدهر
  • الانطباع الأول
  • قوة السوشيال ميديا
  1. الرئيسية
  2. مركز التـدوين و التوثيـق ✔
  3. المدونات الموثقة
  4. مدونة محمد شاهين
  5. قلب المدينة ..الجزء الرابع

 

وجد( د.حامد ) نفسه ينهض من مقعده ويدور حول مكتبه مهرولا عندما دلفت إلى داخل حجرة الكشف..

كانت سيدة أربعينية ، لكنها تحتفظ برونقها التام ، عيناها الواسعتان البنيتان تخترقان قلب الناظر ، لها شفاة غليظة باسمة، تضع على رأسها غطاء للرأس يكشف أكثر مما يخفى عن شعر كستنائي اللون .

رائحة عطرها امتزجت مع رائحة ما تضعه من مساحيق تجميل فصنعت مزيجا محببا جذابا جعل د.حامد يفرد يده فتركت يدها للسلام حتى طال ..

(يجلس د.حامد أمام مقعدها ويتناسى مقعد الطبيب)

قال فى خفوت ولا يزال يشعر بملمس يدها : أهلا بحضرتك ..ماذا تشربين ؟

ابتسمت :

- لا شىء..شكرا . 

د. حامد : لدى بن مخصوص يأتى لى من البرازيل رأسا إلي، سأتناول معك فنجانا منه .

( يطلب فنجانين من القهوة )

نظرت له فى دلال : 

- د.حامد ..فى الفترة الأخيرة عانيت من ضغط الدم المرتفع ، لم أعانى منه أبدا ، ولكنه العمر ..

قاطعها : أى عمر !! إننى أراك فى العشرين من عمرك .

ضحكت فى أنوثة لتعليقه، فدق قلبه انفعالا، وشعر بحرارة تغزو جسده..

أكملت حديثها : 

- ضغط الدم المرتفع أصبح خطرا علي وبالتالي لابد من تغيير الوسيلة التى أستخدمها لمنع الحمل .

تراجع د.حامد إلى الخلف وبدا فى مقعده كيان بلا أعصاب ..

د.حامد : بالتأكيد . هناك وسائل لا تستخدم فى حالتك ولابد من اختيار وسيلة مناسبة .

قام من مقعده وهو يكمل : 

- تفضلى وراء الستار.

نهضت من مقعدها وهو يتأملها كذئب يستعد لافتراس ضحيته ..

سارت فى دلال أنثوى مقصود واختفت وراء الستار الأبيض ، وفى سرعة مدت يدها لتطمئن أن هاتفها يسجل الحديث بينها وبين د.حامد ، وأخرجته من حقيبتها لتجعل الصورة واضحة وتسجل الحدث بالصوت والصورة ..

جلست على فراش الكشف وهى تتوقع ما سيفعله ..

تلاشت ابتسامة السخرية من شفتيها عندما رأت د.حامد أمامها وهو يقول :

- أرجو منك أن تساعديني وتتمهلى فأنا أحب التمهل حتى أصل إلى النتيجة المرجوة.

ضحكت بصوت عال وهى تقول فى لهجة ميزها د.حامد وفهم فحواها :

- خذ وقتك ..أنا مطيعة ..

فجأة ، سمع صوت باب الحجرة يفتح و صوت ممرضته تنادي عليه ..

خرج لها من وراء الستار وهو يحترق غضبا وهتف :

- ماذا تريدين؟ ليس من اللائق أن تقتحمى الحجرة هكذا .

 هتفت :

- كارثة . ضابط بالخارج يريدك يا دكتور.

سقط على أقرب مقعد وهو يتمتم :

- ماذا ؟

قالها و سقط على أقرب مقعد ..

------------------

شعر الحاج هشام بأن الهواء أصبح ملوثا ، وأنه لا يستطيع التنفس عندما لمح علاء الأسيوطى مفتش الصحة قادما إليه ..

الحاج هشام (بضيق) : ماذا هناك ؟ ألم تكن هنا منذ فترة بسيطة ؟!

علاء الأسيوطى: هل أشعر بعدم ترحيب أم ماذا ؟

الحاج هشام : هو كذلك .

نظر مفتش الصحة إلى أحمد وكأنه يفحصه ..

- عامل جديد عندك 

الحاج هشام ( أدرك مغزى سؤاله، وأن السؤال القادم عن شهادة الصحة )

- لا .خطيب أمينة .

مد علاء الأسيوطى يده : 

- أهلا بالأستاذ.

صافحه أحمد فى برود ، ثم استأذن الحاج هشام وانصرف ..

علاء : هل وقتك يسمح أم لا .

الحاج هشام : لا أفهم ..يسمح لماذا؟

علاء: هل تريد أن أبحث هنا وهناك عن شىء قد أراه مخالفا ، دجاجة أشتبه فى صلاحيتها رغم التاريخ المكتوب، طماطم قد أشتبه فى فسادها، كبدة طعمها غير مقبول و....

قاطعه الحاج هشام : كل شىء هنا سليم ومطابق المواصفات ..حتى أوراقى كلها كاملة .

ضحك علاء الأسيوطى " أنا من أقرر ذلك وليس أنت "

نظر له الحاج هشام ثم هزت رأسه وأخرج من درج مكتبه مبلغا من المال.

ناوله لعلاء الأسيوطى وهو يقول:

- والآن ..هل كل شىء سليم؟

أخذ علاء المال ونظر له نظرة سريعة وكأنه يحسب عدده ، ثم وضعه فى جيبه.

- تمام ..

ضحك الحاج هشام وهو يصفق بيده..

- والآن وقع الفار فى المصيدة.

نظر علاء الأسيوطى له فى غضب ، وهو يتأمل التحول الطارىء..

أكمل الحاج هشام وهو يشير إلى الحائط الخلفي لمقعد الكاشير..

لمح علاء الأسيوطى كاميرا مراقبة مثبتة فوق المروحة ،أعلى مقعد الحاج هشام ..

الحاج هشام : الكاميرا جديدة ، أحببت أن أجربها ، ولم أجد أفضل من حوارنا لتجربتها.

ثم تغيرت لهجته إلى الحدة:

- والآن . لو تريد أن نذيع ..قول نذيع.

( كانت فكرة أمينة التى أخبرته بها، وتحمس لها وبدأ فى تنفيذها على الفور)

صمت علاء الأسيوطى قليلا ثم ضحك ، وضحك ، وضحك حتى بدأ الحاج هشام فى ظنه بأن الرجل قد جن ..

علاء الأسيوطى (فى تهكم): كل ما فى الأمر هو أننى لست شخصا ..أنا حالة يا حاج هشام ..هل تظن أنك تخلصت منى ؟ لقد فتحت أبواب جهنم عليك ..أنظر إلى ما سيأتيك من مخالفات وقضايا ..أنظر إلى ما سيأتيك من جهات أخرى ، لا تغلق الكاميرا يا حاج هشام ، بل زد من عددها هنا وهناك ..

ثم اقترب منه وهو يضغط على كل حرف :

- انتظر قضية جديدة يا حاج هشام .

ثم انصرف ، تاركا الحاج هشام فى ذهول..

لم يتوقع هكذا ..

أدرك بأن خطته قد باءت بالفشل، وفتحت عليه أبوابا أخرى من الجحيم..

------------------

 

دكان الحاج عيسى لبيع المفروشات ، سوق المدينة القديمة..

 

تدخل أمينة إلى دكان الحاج عيسى ، وتحيّيه. يرد عليها الحاج عيسى بابتسامة عريضة، وعيناه تلمعان بإعجاب.

 

الحاج عيسى: (بصوت هادئ) صباح الخير يا أمينة، كيف حالك اليوم؟

 

أمينة: (بصوت خافت) صباح الخير يا حاج، أنا بخير.

 

الحاج عيسى: (ينظر إليها مطولاً) تبدين جميلة كالعادة.

 

أمينة: (تخجل وتخفض نظرها) شكراً يا حاج.

 

يُشير الحاج عيسى لتجلس على مقعد بجانب مكتبه الخشبي.

 

الحاج عيسى: أمينة، لديّ شيء مهم أريد أن أتحدث معكِ بشأنه.

 

أمينة: أهم من أنك تريد منا ترك بيتنا؟!

 

الحاج عيسى: (ينظر في عينيها) منذ أن رأيتكِ لأول مرة، أعجبتُ بكِ كثيراً. أنتِ فتاة رائعة، جميلة وطيبة القلب. لقد كشفت لك منذ فترة عما يدور فى بالى ، ولكنك أخبرتينى بأنك مرتبطة ، ولكننى لم أرى حتى الآن هذا الارتباط ، وحتى لو كنت مرتبطة ليس هناك ما يمنع من زواجى بك .فكل شىء قسمة ونصيب.

 

أمينة: (تصغي إليه) وهل هذا معقول ؟ هل أفسخ خطبتى للزواج منك يا حاج؟ وهل زواجى بك لمنعك من طردنا يرضيك ؟

 

الحاج عيسى: (يبتسم) نعم .يرضينى تماما .

 

أمينة: (تُفاجأ من رده وتُفكر للحظة) يا حاج، أنا...

 

الحاج عيسى: (يقاطعها) سيفتح لك باب من أبواب النعيم ، منزل كبير يضمك معى ومع والدك ..أموال ، سيارات ، كل ما تشتهيه نفسك.

 

أمينة: (تُفكر قليلاً فى هدنة) لا أعرف ماذا أقول يا حاج. أنا بحاجة إلى بعض الوقت للتفكير.

 

الحاج عيسى: (يُفهم قلقها) بالتأكيد، خذي وقتكِ، أمامك أربعة أيام، ولكنى أتراجع عن طلبي.

 

تُغادر أمينة الدكان وهي غارقة في التفكير..

حائرة بين حبها لأحمد ..وإدراكها لضعف والدها وقلة حيلته..

وبين شيطانها الذى يوعدها بالنعيم ..

‐---------------

 

 مكتب حكومي مزدحم، خلف المكتب يجلس "أحمد" موظف شاب، يرتدي نظاراته ويركز على شاشة الحاسب الموضوعة على مكتبه.

 

يدخل "رجلا يبدو عليه معالم الثراء" مكتب "أحمد" حاملاً ملفًا سميكًا.

 

المواطن: (بصوت عالٍ) صباح الخير يا أحمد، كيف حالك؟

 

أحمد: (يرفع نظارته بِبرود) صباح الخير، شرفتني. تفضل، ماذا تريد؟

 

المواطن: (يضع الملف على المكتب) أحتاج إلى مساعدتك في أمر مهم.

 

أحمد: (يفتح الملف ويبدأ في تصفحه) بالتأكيد، أخبرني ما هو؟

 

المواطن: (يبتسم بِمكر) أريد تجديد رخصة، لكن هناك بعض الأوراق ناقصة.

 

أحمد: (يتفحص الأوراق بدقة) بالفعل، تنقص بعض الأوراق.

 

المواطن: (يضع يده على الملف) لا تقلق، يمكننا حلّ هذه المشكلة بسهولة.

 

أحمد: (ينظر إلى "المواطن" بِتساؤل) ماذا تقصد؟

 

المواطن: (يخرج من جيبه مبلغًا من المال ويضعه على المكتب) خذ هذا، وسوف تُسرع عملية تجديد الرخصة.

 

أحمد: (يبتعد عن المال بِاشمئزاز) لا، لا يمكنني فعل ذلك. هذا رشوة، ومخالف للقانون.

 

المواطن: (ينهره بِغضب) لا تكن ساذجًا ، الجميع يفعل ذلك هنا. فقط خذ المال وسوف تُصبح الأمور أسهل.

 

أحمد: (يقف من مكانه بِثبات) أنا آسف، لكنني لا أستطيع قبول المال. عملي هو تطبيق القانون، ولن أتنازل عن مبادئي مهما كلف الأمر.

 

المواطن: (يهز رأسه بِاستخفاف) أنت غبي، ستظل في مكانك ولن تتزحزح.

 

اقتحم فجأة مدير المكتب وهو ينظر إلى مكتب أحمد ومازالت أوراق المال تفترش سطحه.

المدير : ما هذا ؟ ماذا تفعل يا أحمد ؟

قام أحمد من مقعده هاتفا:

- كان يحاول اعطائي رشوة ولكنى لم أقبل .

قام الرجل من مكانه وقال للمدير : 

- لقد أنقذتنى، لقد طلب منى مبلغا كبيرا من المال حتى يسرع لى طلبى.

هتف أحمد: 

- كاذب ..ملفه ناقص ويريد منى أن أتغاضى عن الورقة .

قال الرجل فى هدوء :

- أى ورقة ناقصة هذه! كل أوراقى كاملة 

ثم ناول المدير الملف ومعه ورقة أخرجها من جيبه بدون أن يلاحظها أحد..

 نظر المدير للملف :

- الملف كامل ..

ثم نظر لأحمد فى غضب:

- حضرتك محال للشئون القانونية ،وأنت فى إجازة من هنا وحتى يتم البت فى أمرك .

 

دارت الدنيا أمام أحمد..

وانهار تماما ..

 

(نهاية الجزء الرابع )

التعليقات علي الموضوع
لا تعليقات
المتواجدون حالياً

1365 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع