هل هي زيارتك الأولي ؟دليل الزيارة الأولي

آخر الموثقات

  • صرخات العمارة التي تئن،، مقال
  • بلاش نبقى الدبه التي قتلت صاحبها
  • الرحمات …..دليڤري
  • الإبداع في العبادة في رمضان
  • الحب وحده ليس كافيا
  • مرحبًا أيُّها البطل!
  • يا عزيزي كُلّنا نصوص
  • شبح سعد - قصة قصيرة
  • الشقاء فوق العادي
  • ما بين صمته وحديثها ضياع
  • قتل خطأ
  • تجربة مركز اعداد الرواد الثقافيين وسعد الدين وهبة
  • أعراض جانبية قد تبدو بسيطة رغم خطورتها
  • هذا هو جيشنا
  • بارك الله فيه،، كبسولة
  • لا أسيء التقدير..
  • حوار مع زعفرانة ١٢
  • انحنى صُلْبُ الدهر
  • الانطباع الأول
  • قوة السوشيال ميديا
  1. الرئيسية
  2. مركز التـدوين و التوثيـق ✔
  3. المدونات الموثقة
  4. مدونة محمد شاهين
  5. قلب من زجاج 

كان قلبه مرآة تعكس براءة طفولة لم تزل، عيون عسليتان تتلألأن بالدهشة كعيون طفل يرى العالم للمرة الأولى. لم يكن عمره مجرد أرقام تتسلسل على التقويم، بل كان لحظة توقف الزمن عند عتبة البهجة. كان يرى العالم وكأنه لوحة فنية ملونة، كل شيء فيه يحمل في طياته دهشة وسرور. لم يكن يتمنى أن يكبر، ففي الكبر هموم تغطي بريق العينين، وفي الطفولة حياة بسيطة تسعفه على العيش.

جسد رجولي يرتدي بدلة أنيقة، لكن روحه طفلة تلعب في حديقة الأحلام. كان يمشي بخطوات واثقة، لكن عينيه تبحثان عن البالونات الملونة والضحكات الصافية. كان يحمل في يده ملفات العمل، لكن قلبه كان ينبض على إيقاع أغنية الأطفال. كان هذا التناقض هو سحره، هو الذي جعله مختلفاً، هو الذي جعله يحافظ على جزء من نفسه نقياً وبريئاً.

 يحن إلى أيامه الأولى، حينما كان العالم كله مغامرة كبيرة. كان يتذكر كيف كان يجري في الحقول الخضراء، وكيف كان يبني القلاع الرملية على شاطئ البحر. كان يتذكر ضحكات والدته الحنونة، وقصص جده التي لا تنتهي. كان الحنين يشدّه إلى الوراء، إلى زمن كان فيه كل شيء ممكناً.

في أعماق روحه، كان طفلاً يلهو في مرج أخضر. يطارد الفراشات، يبني القلاع الرملية، ويضحك بصوت عالٍ. لكن العالم حوله كان قد نسي كيف يضحك. كان مكانًا قاسيًا، مليئًا بالمتاعب والمسئوليات، لا مكان فيه للأحلام البريئة.

كان يرتدي قناعًا من الرجولة، قناعًا صُنع من التزامات الحياة ومتطلباتها. لكن خلف هذا القناع، كان قلبًا نابضًا بنبضات طفل صغير، يبحث عن اللعب والمرح والعالم الخالي من الهموم. يرى الحياة كحلم، حلمًا جميلاً يخشى أن يستيقظ منه. كل يوم هو صراع جديد بين الواقع المرير وأحلامه البريئة.

عندما يرى الأطفال يلعبون في الشارع، كان قلبه يعتصر حنينًا. يتذكر طفولته، أيامًا كانت السعادة فيها بسيطة وغير معقدة. كان يتمنى لو يستطيع أن يعود إلى تلك الأيام، أيامًا كان فيها العالم مكانًا آمنًا ومليئًا بالدهشة.

كان يشعر بالوحدة، حتى وهو محاط بالأصدقاء والعائلة. كان يشعر أن لا أحد يفهمه، أن لا أحد يستطيع أن يشعر بما يشعر به. كان يبحث عن روح شبيهة بروحه، عن قلب يحمل نفس البراءة والنقاء.

 يخشى المستقبل، يخشى أن يفقد براءته، أن يصبح كبقية الناس، جامدًا، قاسيًا، بلا أحلام. يخشى أن يصبح مجرد رقم في هذا العالم الكبير.

 يحاول جاهدًا أن يتأقلم ، لكنه كان يفشل في كل مرة. كان يشعر وكأن هناك جزءًا منه مفقودًا، جزءًا لا يستطيع العثور عليه.

 يسأل نفسه دائمًا: هل أنا غريب في هذا العالم، أم أن العالم هو الغريب؟

ربما كان الجواب هو أن كلاهما غريب عن الآخر.

التعليقات علي الموضوع
لا تعليقات
المتواجدون حالياً

894 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع