هل هي زيارتك الأولي ؟دليل الزيارة الأولي

آخر الموثقات

  • صرخات العمارة التي تئن،، مقال
  • بلاش نبقى الدبه التي قتلت صاحبها
  • الرحمات …..دليڤري
  • الإبداع في العبادة في رمضان
  • الحب وحده ليس كافيا
  • مرحبًا أيُّها البطل!
  • يا عزيزي كُلّنا نصوص
  • شبح سعد - قصة قصيرة
  • الشقاء فوق العادي
  • ما بين صمته وحديثها ضياع
  • قتل خطأ
  • تجربة مركز اعداد الرواد الثقافيين وسعد الدين وهبة
  • أعراض جانبية قد تبدو بسيطة رغم خطورتها
  • هذا هو جيشنا
  • بارك الله فيه،، كبسولة
  • لا أسيء التقدير..
  • حوار مع زعفرانة ١٢
  • انحنى صُلْبُ الدهر
  • الانطباع الأول
  • قوة السوشيال ميديا
  1. الرئيسية
  2. مركز التـدوين و التوثيـق ✔
  3. المدونات الموثقة
  4. مدونة محمد شاهين
  5. رشفة قهوة داكنة 

 حالة 

 في زاوية هادئة من مقهى عتيق، كان يجلس "يوسف" يراقب قطرات المطر تتساقط على النافذة الزجاجية، حاملاً بين أصابعه فنجان قهوة داكنة. كانت غشاوة ضبابية مثبتة أمام عينيه،أفكاره مشتتة لا يستطيع ترتيبها،كآبة تملأ عقله وتحتله فى استماتة..

بخار القهوة يتصاعد، حاملاً معه رائحة غنية تغري حواسه، بينما كان دفء الفنجان يخفف من برودة صباح الشتاء.

 

غرق يوسف في تأملاته، بينما كان يتنقل بنظره بين الوجوه المألوفة والغريبة في المقهى. بدأ عقله يستوعب ما حوله ، وبدأت الأصوات تنساب لمسامعه..

سمع ضحكات مرحة تصدر عن مجموعة من الشباب يتناولون فطورهم فى مرح.. شاهد عائلة صغيرة ترتسم على ملامحهم علامات الرضا والأمل ..

لاحظ سيدة مسنة تقرأ كتابًا بمفردها، تنهمك فى صفحاته وكأنها بطلة الرواية.. كل شخص في المقهى كان يعيش قصته الخاصة، وله همومه وأفراحه.

 

أخذ رشفة من قهوته، فانطلقت في فمه نكهة غنية مركبة، مزيج من المرارة والحموضة والحلاوة. تذكر يوسف أول مرة تذوق فيها القهوة، كان ذلك مع جده الذي كان يعشقه. كان جده يروي له حكايات عن الأزمنة الغابرة، بينما كانا يستمتعان بفنجان قهوة معًا.

 

ابتسم يوسف، ذكريات جده دافئة في قلبه. تمنى لو كان جده هنا معه الآن، ليتشاركا هذا الفنجان من القهوة الداكنة ويتحدثان عن كل شيء.

 

فجأة، لفت انتباهه صوت موسيقى هادئة تنبعث من زاوية المقهى. نظر يوسف ورأى شابًا يعزف على آلة العود ، بينما كان آخر يغني بصوت عذب أغنية قديمة لمنير عن الوطن، وتناغم صوته مع نغمات العود ، ليخلق جوٍّا ساحرا يملأ المقهى بدفء المشاعر.

 

تأثر يوسف بالموسيقى، وشعر وكأنها تلامس أعماقه. شعر بمشاعر متعددة تختلط بداخله، من الحزن إلى الفرح، من التوتر إلى الهدوء.

 

عندما انتهت الأغنية، صفق الجميع بحرارة. نهض يوسف من مكانه وتوجه نحو الشابين، شكرهما على الموسيقى الجميلة، وتحدث معهم لبعض الوقت.

 

في تلك اللحظة، ومع آخر رشفة من القهوة السادة الداكنة أدرك يوسف أن الغشاوة اختفت تماما ، وأن عقله بدأ فى ترتيب أفكاره من جديد..

 

غادر يوسف المقهى حاملاً معه شعورًا بالدفء والرضا. كان قد بدأ يومه برشفة قهوة داكنة، لكنه انتهى بمشاعر جميلة وذكريات لا تُنسى..

التعليقات علي الموضوع
لا تعليقات
المتواجدون حالياً

1348 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع