هل هي زيارتك الأولي ؟دليل الزيارة الأولي

آخر الموثقات

  • صرخات العمارة التي تئن،، مقال
  • بلاش نبقى الدبه التي قتلت صاحبها
  • الرحمات …..دليڤري
  • الإبداع في العبادة في رمضان
  • الحب وحده ليس كافيا
  • مرحبًا أيُّها البطل!
  • يا عزيزي كُلّنا نصوص
  • شبح سعد - قصة قصيرة
  • الشقاء فوق العادي
  • ما بين صمته وحديثها ضياع
  • قتل خطأ
  • تجربة مركز اعداد الرواد الثقافيين وسعد الدين وهبة
  • أعراض جانبية قد تبدو بسيطة رغم خطورتها
  • هذا هو جيشنا
  • بارك الله فيه،، كبسولة
  • لا أسيء التقدير..
  • حوار مع زعفرانة ١٢
  • انحنى صُلْبُ الدهر
  • الانطباع الأول
  • قوة السوشيال ميديا
  1. الرئيسية
  2. مركز التـدوين و التوثيـق ✔
  3. المدونات الموثقة
  4. مدونة محمد شاهين
  5. ساعة واحدة لا تكفى ..
 
كانت دقات مروان على باب البيت تحمل لهفته، وكانت نبضات قلبه أعنف من طرقاته على الباب؛ كان يحترق شوقا ليراها ؛ ويتنفس انفاسها العطرة التى حرم منها زمنا ليس بالقليل , وفتح الباب ليطالعه وجهها المبتسم , المشرق , الذى زاد نورا عندما رأته أمامها من جديد..
(أمى)..
قالها بكل لهفة ,وحب, وشوق..
قالها بمشاعر غابت عنه سنوات طوال ؛ وهو فى غربته وحيدا , يعمل ويعمل فى احدى الدول العربية حتى يستطيع أن يبنى بعضا من مستقبله ..
(مرواااان)..
هتفت وهى تزيح عن قلبها كل ألم الحرمان من رؤيته ..
واحتضنته فى قوة ودموعهما تسيل منطلقة ,وبلا رغبة فى منعها من التوقف ..
ارتمى على أريكة صالون يبته وغاص بداخلها وهو يتأمل البيت فى حنين وهو يهتف :
- وحشتينى يا أمى ..وواحشنى كل حاجة فى البيت ..اعذرينى لأنى بقالى شهر مش عارف أكلمك ، لكن أول ما عرفت أنزل مصر نزلت علشان أشوفك ..حتى أنا مقولتش لحد حتى أختى ماقولتلهاش ..
كانت تتأمله فى هدوء ، وعلى وجهها المضىء ابتسامة حنونة ، وتمتمت فى خفوت :
- عارفة ..كنت حاسه إنك جاى ..علشان كده استنيتك..
عقد مروان حاجبيه وهو يقول:
- استنيتى ..ليه انتى كنتى رايحة فين ؟
كانت ابتسامتها الحنونة تشع نورا وهى تقول:
-هنا ..استنيت هنا علشان أشوفك ..عدت سنين وأنت واحشنى ، كل اللى كان بينى وبينك تليفون وبس ..حتى لما كنت بشوفك فيديو ، مش بيطفى النار اللى جوايا ، احساسي أنك بعيد ومش عارفه أضمك فى حضنى ..أشم ريحتك وألمسك ..
كل ده كان ثقل على صدرى ، أنا كنت باتنفس بصعوبة يا مروان ، الهوا مش عاوز يدخل جوا صدرى وأنت بعيد عنى..
صمت مروان طويلا ، وهو يتأملها ويحاول أن يعطى لعينيه تعويضا كاملا عن سنوات الحرمان التى مرت دون أن يراها..
ثم قام فى مرح مفتعل ،وهو يحاول أن ينفض عن مشاعره الحزن الذى احتله ، وقال :
- هاتصل ب هناء أعرفها إن أنا وصلت ..
ثم نهض من مكانه ، ليتجه إلى نافذة صغيرة ، وينظر من خلالها على شجرة كبيرة طالما رافقت سنوات عمره ،واستظل بظلها كثيرا..
وبالفعل اتصل بأخته وانتظر ليسمع صوتها الذى أجابه فى لهفة :
- مروان ..إزيك يا اخويا ..الرقم كاتبلى إنك فى مصر ..أنت مقولتش ليه ..
مروان :
- كنت عاوز أعمل مفاجأة ..وكمان أنا بقالى شهر فى مكان مافيش فيه شبكة خالص
هناء:
- إحنا فعلا حاولنا نتصل بيك كتير ..أنت فين
مروان :
- أنا عند ماما
سمع مروان صوت هناء يقول فى حزن :
- أنت هناك ..معلش يا مروان إحنا اتصلنا بيك كتير علشان نعرفك بس أنت كنت غير متاح ..
قال مروان فى حيرة :
- خير ..فيه إيه ؟
هناء :
- كنا عاوزين نقول إن ماما ربنا يرحمها توفت وكانت نفسها تسمع صوتك ، أو تشوفك وكانت ........
لم يسمع مروان باقى الكلام والتفت حيث كانت والدته جالسة..
لم تكن هناك..
سرت رعشة باردة فى جسده وهو ينظر للفراغ..
هرول فى كل البيت يبحث عنها بلا جدوى ..
صرخ يناديها ..
لم يجد منها سوى العباءة التى كانت ترتديها معه ، ولكنها كانت خالية من جسدها ..
كانت موضوعة على فراشها ، فأسرع يأخذها وينهال عليها من قبلاته المبللة بدموعه ،ورائحتها تتسلل الى أنفه لتزيد ما بداخله من احتراق..
كان لا يزال يشعر بحضنها وبأصابعها التى ضمت ضلوعه فى حنين ..
كانت عيناه تحتفظ ببريق وجهها ..
المضىء..
تمت
التعليقات علي الموضوع
لا تعليقات
المتواجدون حالياً

1311 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع