الشمس تُلقي بظلالها القاتمة على الأرض، والريحُ تعوي عواءً حزينًا، والغبارُ يملأُ الأجواء، كأنّه يُجسّدُ معاناةَ شعبٍ مُقهر.
في كلِّ زاويةٍ من هذا البلدِ المُنكوبِ، تقفُ حكايةٌ تروي فصولًا من القهرِ والظلمِ والقسوةِ، حكاياتٌ تُكتبُ بمدادِ الدموعِ والآهاتِ، وتُرسمُ بفرشاةِ الألمِ واليأسِ.
هناكَ في ذلك المخيمِ البائسِ، تقفُ أمٌّ تبكي على طفلها المريضِ، لا تملكُ لهُ دواءً، ولا تجدُ لهُ مأوىً من بردِ الشتاءِ القارسِ.
وهناكَ في ذلك السجنِ المُظلمِ، يقبعُ رجلٌ بريءٌ، ضحيةُ ظلمٍ فادحٍ، ينتظرُ فجرًا لا يأتي، وحريةً مُسلوبةً.
وهناكَ في تلك الأرضِ المُحتلةِ، يُحرمُ شعبٌ من أبسطِ حقوقِهِ، ويعيشُ تحتَ وطأةِ جيشٍ مُحتلٍّ لا يرحمُ.
إنّ القهرَ جرحٌ عميقٌ في روحِ هذا الشعبِ، لكنّهُ لن يُكسرَ إرادتهُ، ولن يُطفئَ نورَ أملهِ، فمن ظلماتِ القهرِ، سيولدُ فجرُ الحريةِ، ومن تحتَ وطأةِ الظلمِ، ستُزهرُ ثمارُ الكرامةِ.
فالشعبُ المُقهرُ شعبٌ عظيمٌ، لا تنحني هامتهُ أمامَ رياحِ الظلمِ، ولا تنكسرُ إرادتهُ تحتَ وطأةِ القهرِ، ففيهِ من القوةِ ما يكفي لتحقيقِ النصرِ، ومن الإيمانِ ما يكفي لتجاوزِ المحنِ.
إنّ فجرَ الحريةِ قادمٌ لا محالة، وستشرقُ شمسُ الكرامةِ على هذا البلدِ المُنكوبِ، وستُزهرُ فيهِ حديقةُ السعادةِ والعدلِ.
فلا يأسَ من رحمةِ اللهِ، ولا تيأسوا من النصرِ، فالنصرُ حليفُ الصابرينَ، والحريةُ ثمرةُ النضالِ.