عمر شاب هادئ، يمضي وقته في العمل والدراسة، حتى قرر ذات ليلة خريفية أن ينضم إلى تطبيق دردشة شهير. سرعان ما جذبت انتباهه صورة فتاة تدعى "نور" بجمالها الصارخ وروحها المرحة.
أرسل لها طلبًا للصداقة فقبلته على الفور..
بدأت الرسائل تتدفق بينهما، ليكتشف عمر أنّ نور تشاركه نفس اهتماماته وأفكاره، وكأنّها توأم روحه الذي فقدته.
ازداد تعلق عمر بنور يومًا بعد يوم، يقضي ساعات طويلة يتبادل معها الرسائل والأحاديث، حتى شعر أنّها باتت جزءاً لا يتجزأ من حياته. لكنّ فجأة، اختفت نور دون سابق إنذار. لم ترد على رسائله، ولم تُظهر أي نشاط على التطبيق. شعر بالقلق الشديد لاختفائها المفاجىء..
مرت الأيام ثقيلة على عمر، لم ينمْ جيدا، لم يأكل طعامًا، لم يركز على عمله أو دراسته. كلّ ما كان يفكر فيه هو نور، ماذا حدث لها؟ أين ذهبت؟
قرر عمر البحث عن نور على الإنترنت. عن تطبيقات أخرى قد يكون هناك حسابا آخر باسمها ..
بحث عن اسمها، عن صورها، عن أيّ معلومات عنها.
وفجأة، اصطدمت عيناه بخبر صادم: "فتاة تُقتل في ظروف غامضة!". كانت الصورة تُظهر نور، وجهها شاحب، وعيناها مغلقتان للأبد.
انهار عمر على الأرض، لم يصدق ما قرأه. كيف يمكن أن تكون نور، حبيبته الافتراضية قد رحلت..
ولكن مهلا..
لقد قُتلت منذ عام كامل!!!!!
راجع الرسائل مرة ثانية ، وثالثة ..
هناك من يلعب به، وبمشاعره ، من حساب قتيلة مسكينة..
هناك من يستخدم اسمها وصورتها للتلاعب ..
بالتأكيد لم يكن الأول ولن يكون الأخير..
أصيب عمر بالهلوسة، بدأ يرى نور في كلّ مكان، يسمع صوتها في الرياح، يلمس يديها الباردة على وجهه. لم يعد يميز بين الواقع والخيال، أصبح أسير كابوس مُرعب لا مفرّ منه.
تخلى عمر عن حياته، انعزل عن العالم، وترك نفسه أسير ذكريات نور الوهمية...
استيقظ من أفكاره على صوت رسالة صوتية آتية من التطبيق:
- عمر .. آسفة على التأخير ..
نهاية الجزء الأول..