ايها البعيد القريب .. يا حاضرا رغم المغيب
لا اعرف كيف تحيطني بكل هذه الذكريات وأنت لا تعلم عني شيئا .. ولا ترفق بحالي مهما اشتدت رياح العبث بقارب حياتي فلا هي تهدأ ولا القارب ينجو أو يغرق ..
هذه ليست كلمات اكتبها اليك مثل كل مرة
ولكنها الآن احاديث مني اليك لعلها ترشدك إلي حالي ، فتعذرني وتكون منصفا معي علي نفسي التي انهتكتني ..
ما ذنب قلبي ؟! إن كانت طمأنينته أنت.
ما ذنب روحي !؟ برغم البعد تحاوطك .
ما ذنب وجهي ؟! كلما ابتسم وجد في طيفك انعكاسه ..
أخبرني كيف ينجو الإنسان وفي عقله مئات الدروب والطرقات ؟! كيف يصل إلي النهاية حتي وإن كانت بها هلاكه !
هجرتني وفي الهجر خوف لا استطيع عليه ولا طاقة لي بالعيش لنفسي فأنا أحب نفسي فيك أنت.. وأجد وجهتي تتلألأ في الظلام كلما دنوت مني ..
أيمكنك الرحيل في منتصف الطريق وتتركني في متاهته كطفلة تتمسك بأطراف أصابع أبيها وهي ترتجف ولكنه لا يلقي لها بالا ويذهب ..
هذه الصفعة موجعة حد الموت هذه المرة ..
ليتها كانت القاضية فلا انتظر من هذه الدنيا المزيد من الصفعات لأنني لم أعد كما كنت ، فكلما مضيت في درب الحياة تأخذ مني راحتي وأنا أسير وحدي بلا رفيق .. وتبحث عيناي حولها عن النور ليضيء عتمة الليالي الموحشة فلا تجد ..
هل يكفيك هذا الوصف؟ أم أنك ألبست قلبك معي وجه الصنم الذي لا يشعر ولا يحن ولكنه يضرب ويجرح بلا توقف مهما استغاثت منه الايادي المتشبثة ..