آخر الموثقات

  • شهيد المعبر 149
  • الصبر على البلاء والحرمان: امتحان القلوب وصقل الأرواح
  • فوانيس مصر في رمضان 
  • العمل عن بُعد
  • فستان فرح 
  • طريق ومنحنيات
  • قلب وعقل 
  • أهو الإنسان؟!
  • نجاح بطعم الفشل
  • التيك توك .. مقزز
  • إلى صاحبةِ الحُزنِ الطويلِ
  • الهدف التوعية
  • محتوى بلوجر قبيح و معيب
  • هل الوهم يرسم، يا يحيى؟
  • مبروك أنت ممسوس
  • نجمة أمل
  • وميض ومضة غرام
  • ذلك الصباح البعيد 
  • ‏في أوروبا استطاعوا تحويل الزبالة لطاقة كهربائية‏
  • التوازن بين الابتكار والحفاظ على الأصالة
  1. الرئيسية
  2. مركز التـدوين و التوثيـق ✔
  3. المدونات الموثقة
  4. مدونة سلوي علي
  5. عم أحمد ..

عم أحمد
****
لا أدرى لماذا أتذكره ،
ولاأدرى لماذا تُلح علىّ ذكراه لأتذكره
قد يكون لأننى على أتم ثقه فى أنه لايوجد هناك من يتذكره
وكأنه لم يوجد فى هذه الحياه
إنقطعت ذكراه تماماً
ولا حول ولا قوة إلا بالله
تفتحت عيناى لأجدنى أجلس على ركبته ويالها من ركبه تشبه كنبة الأنتريه عريضه لرجل قصير وبدين..عندما أدركت عرفت أنه ليس من أقاربنا ولكنه موجود لدينا ..لديه غنمتان يضعهما فى مكان بين شجرتي توت ونخله وشجرة جميز..يفترش الأرض بجانبهما فى خص مصنوع من البوص والقش ويقيم إقامه شبه دائمه حتى الغروب فيذهب إلى منزله القريب بعض الشئ من منزلنا أقصد منزل عائلتى القديم..وخلال النهار يساعد أبى يرحمه الله فيما يريد من مشاوير أو أعمال.يتناول طعامه الذى يحضره من منزلنا فى مكانه بجوار غنماته ثم ينام حتى العصر ليستيقظ بعدها أو نوقظه نحن الصغار أنا وأبناء عمومتى عندما نذهب لنتسلق شجر التوت..كنا نسمى الشجر بأسمه ، توتة أحمد الحمراء ، توتة أحمد البيضاء ، نخلة أحمد ..كنت المفضله لديه أتدلل عليه ولا أناديه أبداً بعم بل أحمد فقط رغم أنه قد جاوز الخمسين ولا يتضرر أبداً..وأدركت فيما بعد أن أبى وأمى يرحمهما الله جعلاه يربنى بالذات رغم وجود الكثير من السيدات العاملات فى المنزل لشفقتهم عليه لعدم وجود أبناء لديه ولقدومى لأبواى على كبر فكانا يشعران به وبمعاناتهأتذكر منزله وأتذكر كم كنت أخاف الذهاب إليهكانت أسوء لحظات حياتى عندما يجعلنى أبى أذهب لأستدعيه عندما يتأخر فى القدوم فى الصباح كان منزل غريب يقيم فيه إخوته جميعاً لكل منهم حجره وله كذلك..منزل شديد الظلمه حتى فى النهار به صحن منزل متسع به مسقط وحيد للضوء وبه كلب كبير ذو صوت جهور مربوط فى صحن المنزل بمجرد أن أنادى عليه يصلنى صوته القوى فيجعل ركبتاى ترتعدان من الخوف رغم أننى لا أغادر حتى يأتى من يأخذ بيدى لأذهب إلى حجرة عم أحمد ويالها من حجره مظلمه بها سرير لا أدرى هل كان مصنوع من الطين وفوقه فراش وبجواره صندوق..كانت زوجته التى توفيت باكراً ولا أتذكر منها سوى الأسم كان إسمها " فريزه " ( فريزه ) يالل الإسم هل كان فريده وكان ينطقه " فريزه " أم كان فيروزه وكان يصر على نطقه "فريزه ". لا أدرى والله أعلم توفيت منذ أن كنت صغيره قد أكون فى سنواتى الأولى من الدراسه أو لم أكون ذهبت بعد للمدرسه لا أدرى بالكاد أتذكر..لم ينجب ولم يتزوج بعدها و إستمر فى حياته فى الصباح يأتى ويظل لدينا حتى الغروب أخبرتنى أمى يرحمها الله أننى لم أكون أسكت عندما أبكى وأنا بعد صغيرة إلا لو حملنى وياللعجب أثار ذلك إستغراب الجميع وتابعته أمى فوجدته يضعنى فى حجره ويغنى لى " يا حبيبه ، يا حبيبه من زمان " وظل يغنى وظل يطربنى غناءه " حملت مركب صغار وقعدت أتاخرها ، وحدفونى الصغار وقولت آدى آخرها "" رحت أكيد العوازل كدت أنا روحى "" عيان وعيان وجابولى طبيب عيان " يااااااااربى
كان يصنع لى المراجيح ، كان يفتل التيل حتى يجعله حبال ويأتى بخشبه عريضه ويجعلها القاعده ثم يربطها فى شجرة التوت ، كم أحن لتلك الأرجوحه ذكرتنى بها أُرجوحة عاصى فى مسلسل عاصى التركى . كنت أظل أتأرجح طوال النهار أو أتسلق شجرة التوت حتى عندما كبرت وعرفت القراءه كنت أحضر كتبى وقصصى وأتسلق الشجره وأظل أقرأها عليها ..
ذات مره دخلت إلى إحدى الحجرات لأجده يزحف على ركبتيه وتخيلتها إحدى ألعابه وعندما هممت بإعتلاء ظهره كما كنت أفعل ليسير بى وجدته يأن بأعلى صوته آآآآآآآآه
أصابنى الهلع وجريت لأنادى أبى وعندما حضر وجده يتألم من مغص ألم به وعلى الفور أحضر العربه وأخذه إلى الطبيب فى المدينه ليجده يعانى من مغص كلوى حاد .
توفى أبى يرحمه الله فتركنا منزل العائله فى بلدتنا وذهبنا إلى منزل عائلة أمى فى المدينه وقتها حزن أشد الحزن وكأن أبى قد توفى فى الحال وكما كان يوم وفاته .وعند ذهاب أمى لمتابعة العاملين فى الأرض أو لقضاء بعض الشئون كانت تأتى لتخبرنى أن عم أحمد يسألها عنى وأنه يقول " نفسه يشوفنى قبل أن يموت " وأنها طلبت منه القدوم لرؤيتى . وبالفعل أتى ..لا أنسى يومها ظل يحدق فى وقد كنت على مشارف ترك الطفوله وبداية الشباب ظل ينظر لى طوال الوقت ويخبرنى كم صرت جميله وكبرت .. وإنصرف
بعدها بقليل توفى وكأنها كانت زيارة الوداع ..ولا أدرى بالتحديد مكان قبره وسط المقابر غير أنى أكيده من أنه لايوجد من يذهب إليه أو يسأل عنه ..رحمك الله يا عم أحمد الأن والأن فقط أدعوك
عم أحمد

التعليقات علي الموضوع
لا تعليقات
المتواجدون حالياً

2228 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع