رمضان ليس مجرد شهر نصوم فيه عن الطعام والشراب، بل هو موسم تفيض فيه القلوب بالسعادة الحقيقية التي لا تشترى بمال ولا تُوزن بميزان. إنها سعادة العطاء، ودفء الروح، وطمأنينة القلوب القريبة من الله. في شهر الخير، نجد أن الفرح لا يأتي مما نأخذه، بل مما نعطيه.
تخيل طفلًا صغيرًا يمد يده بتمرته الوحيدة لطفل آخر لم يجد ما يفطر عليه، أو رجلًا بسيطًا يضع لقيمات في يد عجوز جالس على الرصيف. هذه اللحظات، رغم بساطتها، تصنع فرحًا صادقًا لا يمكن وصفه. فمن وهب، وجد في قلبه سعادة خفية لا يشعر بها إلا من تذوقها.
السعادة في رمضان تتجلى أيضًا في أبسط التفاصيل: صوت المؤذن يعلن الإفطار، اجتماع العائلة حول المائدة بعد يوم طويل، دعوة صادقة تخرج من قلب أم لأبنائها، ابتسامة شخص يشعر بالرضا لأنه ساعد غيره في الخفاء. هذه اللحظات الصغيرة، حين نجمعها، تصنع شهرًا مليئًا بالنور، وتجعلنا ندرك أن السعادة الحقيقية ليست في كثرة الأشياء، بل في بركتها.
فهل جربت أن تهب فرحًا لأحدهم اليوم؟ ربما بابتسامة، أو كلمة طيبة، أو حتى بلقمة تُطعمها لصائمٍ جائع. جرب، وسترى كيف أن السعادة في شهر الخير ليست فقط في انتظار الفرح، بل في صناعته للآخرين!
دمتم بخير..