مع اقتراب فصل الصيف الذي دائما مايضعني في حيرة من أمري
هل أنا من محبيه فأيامه ولياليه مليئة بالأنس والسهر والضحك والمناسبات السعيده (جواز وخطوبه وطلوع نتايج الناجحين ورجوع والداي من السفر وفتحهم بيت الاهل وزيارات اهلينا اللى فى القاهره على اساس انهم من البندر ولازم فى الصيف يرجعوا البلد عند اهلهم الفلاحين"اللي هما احنا طبعا"فلاحين فلاحين وماله المهم نشوفهم......)وغيره من المناسبات والاحداث السعيده
أم انني من اشد كارهيه فبمجرد تذكر الصيف أشعر بالحر والرطوبه وضيق فى التنفس وكلما مرت السنون كلما زاد وهج شمس الصيف ولهيبها ولست ادري ما السبب!!!
وها هي الذكريات تتوارد عليا وكلها ذكريات من النوع الثاني المؤذي الذي أكرهه ولكن هناك مشهد لا استطيع نسيانه عندما تعطل جهاز التكيف واضطرارت للنوم على الهواء المنبعث من المروحه والمشكله ليست فى المروحه المشكله فى الهواء فالهواء كان ساخن ,لا بل شديد السخونه كما لو كانت هذه المروحه تقلب هواء فى فرن وليس فى غرفة نومي لكن هذا هو حال الصيف فماذا نفعل؟
وبالطبع لم استطع النوم ليلتها
ولم يكن الهواء الساخن جدا هو السبب بل قطرات العرق اللتي كانت تشبه أمطار أوربا وظللت طوال الليل اتقلب ولانني شعرت بأن قطرات المطر اقصد العرق لم تغرقني بعد فققرت أن اساعد نفسي ببعض قطرات ماء من عيني"ايوه كنت بعيط "
ولما لم اجدى فائده من بكائي سوى ارتفاع درجه حرارتي قررت ان أكون عمليه فشددت المروحه وقربتها مني أكثر حتى كدت اضع راسي بداخلها"يارب أنقذني"
خطرت ببالي فكره ثانيه لفشل الفكره الاولى فى حل مشكلتي لذلك وضعت راسي تحت صنبور المياه ورجعت لسريري لعلي أنام هذه المره والحمدلله أحسست براحه كبيره وبدات أنام ولكن سرعان ما تبخر الماء وتحول ثانيه الى قطرات عرق"يارب أنجدني"
وفي خضم الاحداث وفى عز قلقي وقلة نومي نظرت الى زوجي الذي كانا غارقا فى النوم بالقرب مني ولا شي يقلقه وقولت فى سري"يا بختك" ولم أكمل كلمتى حتى رايته مستقيظا فجاءة وظننت انني حسدته ولكنه كان يبدو متوترا وكأنه يبحث عن شي فسألته"بتدور علي ايه يا حبيبي؟أوعى تكون المروحه, أنا جبتها جنبي استحملني معلش وانت برضو هيجيلك هوا....)وقبل ان أنهي كلامي كان قد عثر على ضالته وأستعد للنوم ثانيه بس هذه المره وهو متغطي!!!!!!!!!!!!! "يارب سترك"
وعلامه التعجب هذه ليست كافيه لتنقل مشهد التعجب والصدمه التى كانت على وجهي لحظتها هل هذا معقول هل انا بالفعل أشعر بالحر الشديد وهو يشعر بالبرد وكان يبحث عن غطاء؟
وقومت أتاكد اننا فى فصل الصيف لا الشتاء ولا حتى الربيع,حتى انني شككت ان اكون مريضه وعندي سخونيه!! "يارب أرشدني"
تعبت وتاهت مني الايام ولكني فى الأخر تأكدت أننا فى فصل الصيف وانني حرانه مش مريضه وهذا هو المفروض والطبيعي
كما تاكدت اننا لسنا فى الفصل الشتاء وأن زوجي بردان وهذا غير المفروض وعكس الطبيعي.
وجلست بعدها طويلا أفكر, ياااااااه معقول أن يكون هناك مايضايقني ولايضايق غيري نهائيا وبل ولا يتاثر به من أساسه؟!!
معقول أن يكون فى نفسي شيئا اتمنه وأسعى اليه بكل جهدي ونفس هذا الشي بالنسبه لشخص اخر لا يتمناه ولا يشغل باله اصلا؟!!
وجلست طوال الليل أقول معقول ...معقول, حتى ملأت الغرفه علامات تعجب واستفهام واخيرا شعرت بالزهق ونمت في بركه ماء ساخنه و زوجي نائم بالقرب مني متغطي.