هل هي زيارتك الأولي ؟دليل الزيارة الأولي

آخر الموثقات

  • تزوج اتنتين معا | 2024-09-07
  • التنمية البشرية والمبادرة المنتظَرة، ، مقال | 2024-09-07
  • الصفر ….الصدئ | 2024-09-07
  • وصلنا لفين | 2024-09-07
  • كود 396 او كود تسلا بطيخة | 2024-09-07
  • ﻟﻠﻐﺮﺑﺔ ﺁﻻﻑ ﺍﻷﻭﺻﺎﻑْ  | 2016-12-28
  • خطأ التعامل مع الشخص علي أنه ذكي | 2024-09-07
  • لعنة الله علي المناصب | 2024-09-07
  • حسام حسن و العناد | 2024-09-07
  • وجبة بطاطا | 2024-09-06
  • دوامة البدايات | 2024-09-07
  • حبات الرمل (١) | 2024-09-06
  • عدة أوجه  | 2021-09-06
  • اريد | 2024-09-04
  • هذه الليلة صاخبة | 2024-08-02
  • أنت قدّها وقدود | 2024-09-05
  • خليفة إبليس في الأرض | 2024-09-04
  • للصمت حياة لا يعقلها الحالمين  | 2024-09-02
  • حياة نصفها كِتاب | 2024-09-03
  • مبعتمدش انتماءات  | 2023-09-06
  1. الرئيسية
  2. مدونة م أشرف الكرم
  3. ابناؤنا والإعلام المفقود

 

 

قال لي صديقي: أنه في حواراتي مع الصبي الشاب، فوجئت بأنه يناقشني في تفاصيل عميقة واستفسارات لم تكن لتخطر على بالنا ونحن في مثل سِنِّه، حيث يتلقف إجاباتي ليرد بسؤالٍ آخر، ثم يلي السؤال بسؤالٍ أقوى منه، ولمّا وجدت سؤاله الأخير يحتاج لمتخصصين في الفقه والعقيدة، أحلته إلى وجوب الرجوع إلى الهيئات العلمية البحثية، أو دار الإفتاء أو الأزهر، طاردني بسؤالٍ وهو ينسحب بإرادته قائلًا: وكيف تقول أنك مؤمن، وليس لديك إجابة على سؤالي الذي من المفترض أنك كمؤمن تعلمه وتعرفه،؟

 

هنا، أُسقِط في يدي وأنا استمع له، وأيقنت أن وراء هذا الإبن الذي أعرفه وأعرف حسن تربيته -وكذلك الكثير ممن هم مثله- بحورًا من التلاطم الفكري والعَقَدي، قد لا يعلم عنه الوالدين شيئًا، وأن هؤلاء الصِبيَة الشباب قد أبحروا بإرادتهم في هذا الخِضَم المتضارب، الذي قد يهوي بهم إلى منعطفٍ سحيق.

 

بعد ذلك التقيت يومًا بوالد هذا الصبي، فسألته عن طبيعة الإبن ولِمن يسمع ويستقي تلك الاستفسارات الغير سطحية، فوجئت بأنه يستغرب كل ذلك، وأنه لا علم لديه أصلًا عن أن لدى إبنه كل تلك الأفكار، وتعاهدنا على أنه لن يفاتح الإبن في شيء حتى استطيع أن أستكمل أنا مسيرة النقاش معه دون أن ينفر.

ولقد جالست أنا شبابًا مثل هذا الصبي، ومثل عشرات الآلاف من الشباب، ممن يستمعون للكثير من الأفكار التي تشككهم في الوطن وإدارة الوطن، وأن ما نراه رأي العين إنجازًا يرونه هم تحت تأثير تلك الأفكار بأنه ضياعًا وعدم تقدير، رغم توضيحي علميًا ببعض جوانب صواب ما يتم على أرض الوطن.

 

وأعتقد بأنه قد حان الوقت لنعلن بأن هؤلاء الشباب ضحايا عدم وجود إعلام يستطيع أن يجابه ما يسمعه هؤلاء الشباب، وأن إعلامنا إما ترفيهي بسخافة، أو إخباري بسطحية، أو يقدم الحقيقة بشكل لا يجذب هذه الشريحة من الشباب الصغير والصبية، مما له أبلغ الضرر عليهم بانسحابهم إلى ساحات التغييب أو التضليل، حيث لا نستطيع إلقاء اللوم عليهم، بل اللوم على إعلامنا وعلى الأسرة أيضًا، التي تتعايش مع الأبناء دون أن يتصوروا عن أبنائهم ماهم فيه من واقع سحيق.

 

وأدعو كل وطني مخلص، أن يكون هو الإعلام الحقيقي الواقعي، الذي يوضح الحقائق ويشرح ويفند، ويُصَدّر لأبنائنا أن ما تتشكك فيه لا يعدو نقص معلومات، وليس نقصًا حقيقيًا في وطنك أو إدارته، أو في عقيدتك، وأن على هؤلاء الأبناء مسئولية أن يقوموا بالبحث عن الإجابات عند ذوي العلم والمعرفة، قبل أن يتشككوا في ثوابتنا الدينية أو الوطنية.

التعليقات علي الموضوع
لا تعليقات
المتواجدون حالياً

2170 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع