كتاب المجلة
 "السيستم" و " السستمة " , , و الاستاذة عواطف
أمس 07:14


تعودت حين اتولى مسئولية ما في مكان ما طيلة عقدين من الزمان , أن ابدأ العمل و ادارته بتفقد النظم و اللوائح المعمول بها داخل المؤسسة او الكيان الذي اتابع فيه مهامي الوظيفية , ليس عندي فيه فرق بين العمل المهني الذي مارسته طوال تلك الفترة او العام العام الذي شرُفت فيه ببعض المهام القليلة.
و في حقيقة الامر , دوما كنت افاجأ بان نظما لابد من وجودها ليست موجودة , و قواعد و اصول واجبة لا يوجد منها الا القليل , وكنت دوما اركز على دراسة الاهداف و الرسالة ثم الاليات التي تنظم العمل و الذين فيه يعملون.

و بصدق , كنت دوما اصطدم بعدم وجود النظم " السيستم " التي يجب ان تنظم الكيان مشروعا كان او مكتبا رئيسيا للشركة او او و لم اكن اعير ذلك انتباها لانني تعودت ان امارس وضع النظم في الكيانات دون تعجب من عدم وجودها من الاصل , و هو الذي اعتدته في اي مكان اتولى فيه مهاما.

و للحقيقة , فان كيانات كانت تعتمد في عملها على جاليات مختلفة الاعراق و الجنسيات كنت اصيغ فيها نظما احدد بها اهدافا و اليات بادوات معينة و لا اعاني منها اي معاناة في تطبيق تلك النظم " السيستم " و تسير الامور بشكل ممتاز بمجرد بدء التطبيق و التعرف على خطوات النظم و الاليات وهي ما اسميها مجازا " السَستَمَه " .


الا انني الحظ اننا كمصريين في جاليتنا الحبيبة , نقبل كثيرا مفهوم ان نحدث و نوجد " سيستم " و نشجع ذلك كثيرا و نتساعد فيه , حتى اذا وصلنا الى الـ " سَستَمَة " و ذلك بتطبيق النظم على عناصر الكيان بالمكان , الا و نجد اشياءا اخرى تتداخل و تختلط اسميها " الاستاذة عواطف " .

و الاستاذة عواطف لها اليد الطولى و اليد العليا و القرار الاخير في مفهوم تطبيق النظم على منظومة العمل في اي كيان مؤسسي يضمنا نحن الجالية المصرية , و تظل سيفا مسلطا على رقبة " السيستم " لتحيله جثة هامدة موجودة لكنها دون مقدرة على " السستمة ".


فما ان تطبق خطوة حسب ال" سيستم " الا و نجد الجميع متأثرين بالاستاذة " عواطف" يرفضون تطبيق النظم بالرغم من ان الجميع يعلمون مدى اهمية النظم في اي منظومة, لكن حكم الاستاذة عواطف تثير لدينا العواطف و تحيل نهار من يطبق السيستم الى ليل بهيم, جراء العاطفة الجياشة التي تغلغلت في نفوسنا و تفرض نفسها بقوة ضد اي تطبيق لاي " سيستم ".


و الامر في ذلك يشبه نظم المرور في " سيستم " الاشارات و المخالفات و العقوبات مثلا كنظام "ساهر", فلو انني تجاوزت السرعة فلابد و ان احصل على مخالفة دون نقاش في ذلك’ ولا يعقل ان اذهب للمرور و اقول لهم بانني رجل طيب او انني لم اقصد او انني . . . الخ, اذ ان النظام يجب ان يكون حاسما لكي يكون ضابطا للمكان.

و اعتقد جازما, بان اي كيان مؤسسي نسمح فيه بوجود نظم محكمة , ثم نعارض تلك النظم عند تطبيقها , فاننا بذلك نسهم في انهيار مفهوم " النظم " لدينا في عقلنا الجمعي مجتمعيا, واننا بذلك نسمح لنشوء فساد اداري تسهم فيه الاستاذة "عواطف " بشكل يجعلنا لابد و ان خشى على مجتمعنا من تلك العاطفة التي تتدخل لتوقف انظمة تشكل " سيستم " لابد من تطبيقه لنصل الى " سستمة " الحياة و نصل بانفسنا الى مصاف الدول الحضارية في عالم اليوم .

م معماري استشاري/
اشرف الكرم
مدير مشاريع هندسية
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.


المصدر : مجلة الجالية
http://www.aljaliah.net/articles-action-show-id-37.htm