هل هي زيارتك الأولي ؟دليل الزيارة الأولي

آخر الموثقات

  • تزوج اتنتين معا | 2024-09-07
  • التنمية البشرية والمبادرة المنتظَرة، ، مقال | 2024-09-07
  • الصفر ….الصدئ | 2024-09-07
  • وصلنا لفين | 2024-09-07
  • كود 396 او كود تسلا بطيخة | 2024-09-07
  • ﻟﻠﻐﺮﺑﺔ ﺁﻻﻑ ﺍﻷﻭﺻﺎﻑْ  | 2016-12-28
  • خطأ التعامل مع الشخص علي أنه ذكي | 2024-09-07
  • لعنة الله علي المناصب | 2024-09-07
  • حسام حسن و العناد | 2024-09-07
  • وجبة بطاطا | 2024-09-06
  • دوامة البدايات | 2024-09-07
  • حبات الرمل (١) | 2024-09-06
  • عدة أوجه  | 2021-09-06
  • اريد | 2024-09-04
  • هذه الليلة صاخبة | 2024-08-02
  • أنت قدّها وقدود | 2024-09-05
  • خليفة إبليس في الأرض | 2024-09-04
  • للصمت حياة لا يعقلها الحالمين  | 2024-09-02
  • حياة نصفها كِتاب | 2024-09-03
  • مبعتمدش انتماءات  | 2023-09-06
  1. الرئيسية
  2. مدونة م أشرف الكرم
  3. لا تجعلوه مجرما

 

يسير صاحبنا بين الناس بالخير والصلاح والتعامل الراقي، ويضغط على نفسه في كثيرٍ من الأحيان والمواقف -على غلظتها- ويتوقف عن أن يُعامل الآخرين بنفس أخطائهم تجاهه، لكنه فقط ينسحب ولا يبادلهم الإساءة بإساءة، ولا التعدي بتعدي مثله، ويكتفي بأن يظل صامتًا تجاه من يسيئون إليه ولا يتدنى في الخصومة.

 

يكتفي بأن يترك الساحة لمن أساؤا إليه يعيثون فيها إساءة، ويستمرئون انسحابه فيستمرون في التعدي والتدني، وهو لا يعبأ بهم ولا بأفعالهم، ويكتفي بأنه قد تركهم في صمتٍ وذهب، ويعتقد مليًا في أن ذلك التعامل يماثل الذهب.

 

نصحه المقربون بأن يُبادل المسيء من الكلماتِ لكمات، ومن التعدي بأكثر منه إساءات، ومن الظلم بأشد من الظلمِ ظلامًا وقسوة، لكنه يرفض ويتوقف عند كلماته بأنه ينسحب من ساحات التعامل المتدني ويتعالى عن الإسفاف والتراشق والخطأ، لأن التعامل بالمثل في الإساءات هو ترنح في عمق الهاوية التي لا يريد لنفسه أن ينجرف إلى جُرُفها أبدًا.

 

هنا، كان يجب على المجتمع الذي يمثله مجموعة الناس الذين من حول صاحبنا، أن يقوموا بواجب النصح والتوجيه الحَسَن لمن تعاملوا معه بإساءات، وكان عليهم منع الأذى عنه بشتى الطرق التي تصل إلى ردع المسيئين وردهم عما اقترفوه تجاهه، كي نصل إلى مجتمعٍ واعٍ تتوقف فيه عجلة التردي بالإساءة، عبر التوجيه المجتمعي والتعامل بشدة مع المتعدي. لكن الذي لاحظته، هو أن الجميع يتعامل مع صاحبنا بشيء من اللوم والتقريع، والحكم عليه بأنه غير متسامحٍ -في جلدٍ غير صريح- وبأنه ليس لديه مرونة في التعامل مع من أساء إليه، لمجرد أنه ينسحب ويغلق على نفسه أبواب التواصل مع من أساؤا إليه، وبدلًا من أن يلوم المجتمع نفسه على تقصيره تجاه من يُحسن التعامل مع الآخرين، ينبري ليجلده على أنه ينغلق على نفسه قاطعًا التواصل مع هؤلاء الذين تعدوا عليه.

 

وهناك من يتصيد لصاحبنا الذي يحاول الإحسان في التعامل والسلوكيات، ليلتقط له الخطأ على ندرة حدوثه منه، ليتكلم عنه بين الناس أن هلموا لتروا كيف وقع صاحبنا في الخطأ فيجلده ناقدًا له ومنتقدًا إياه. وهنا أيضًا، أجد صاحبنا يخاطب نفسه في حديثه مع نفسه، ليقول: إذا أرادوني مجرمًا دونما جرمٍ اقترفته فليكن، بل ولعلي في المرات التالية أكون كما يريدونني فيه، وقد يدفعونه بالفعل ليكون بأفعاله محققًا ما يتهمونه به قبل أن يكون.

 

علينا التريث في التعامل مع الخلوقين أصحاب التعامل الحسن معنا، وعلى مجتمعنا الوقوف بجانب هؤلاء وليس جلدهم وانتقادهم على أقل خطأ يحدث منهم، تحت مدعاة أنه خلوقٌ ولا يجب أن يصدر منه الخطأ، فالتعامل مع المحسنين يجب أن يكون تحت قاعدة البشرية وليس الملائكية، بمعنى أنهم بشرٌ يحسنون لنا لكنهم سيخطئون، وليس من الحكمة أن نتعامل معهم على أنهم ملائكة، حيث لا توجد على أرض حياتنا ملائكةٌ تسير.

التعليقات علي الموضوع
لا تعليقات
المتواجدون حالياً

1492 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع