اليوم أول عام جديد
واليوم هو تاريخ ميلادي الذي لا أحتفل به، وظللت في الصغر أضيق بأن أبي سجلني فيه بعيدًا عن يوم ميلادي الحقيقي.
مع العمر وتوالي ضربات الحياة عذرت أبي الذي كره عام 67 لدرجة رفضه أن يسجلني فيه
كان أبي من قيادات كتائب الدفاع الجوي، وكان يرى.. ومن له رؤية وتفكير لا يناسب الجندية، التي هي أنسب لمن يجيدون الطاعة
يلتصق بذاكرتي كيف ظل كثيرون يزورون أبي بعد عقود من الحرب، ويرددون لنا (أبنائه) أن لولاه - ولولا استقلاله بالقرار في لحظة حرجة- لما كان أحد منهم على قيد الحياة
ظل أبي يردد على أسماعنا أنهم كانوا في تيههم بعد تخلي كل من عدا أهل بورسعيد عنهم كانوا يحسدون الذبابة إن لمحوها أنها تعيش وتجد قوتها.
ظل أبي يحب بورسعيد وأهلها، ويخبرنا عن رجولتهم وموافقهم وجرأتهم وبذل أنفسهم لإنقاذ جنود مصر من سيناء وما فيها
اليوم أول عام جديد، أتذكر فيه أبي، وأعذر ألمه الذي جعله يغير تاريخ ميلادي في الأوراق الرسمية، وكلما زاد الشيب في قلبي أفهم ما أوجعه من هذا الوطن
ولكم اشتقنا إلى عبور وعزة وازدهار أرزاق يا بلد
فعسى رب العام الجديد يأتينا لطفه