الحق لم تنتابني الحيرة يومًا في ميلي باتجاه الصوفية والمتصوفين، لكن عقولنا لا تكف ولله الحمد عن دورها الذي خلقت له "التفكر والتأمل"
لما نحمل من أفكار قد تصيب وتخطأ .
جمعني القدر أكثر من مرة بشخصيات تنتمي للصوفية، فلم أجد منهم إلا قلوبًا شفيفة، وحلم وأدب مع الله، حديثهم هاديء، الثغر مبتسم ولا يحتد النقاش معهم أبدا، نساء أو رجال ما رأيت إلا زهدًا وسلامًا في حديثي معهم مما ترك بقلبي احترامًا شديدًا لهم ..
لكن ما نراه أحيانًا من غرائب الجهل وتداخله لضرب الصوفية الحقة هو ما يجعلنا نتوقف لحظة ونفكر لذا كان من حظي أن خصصت الفترة الماضية لقراءات صوفية متزنة منها "الصوفية حياة" د.ابراهيم عيد عبد الله
و"الصوفية بين الحق و الباطل" استاذ حاتم سلامة
وكذلك أراء للشافعي في الصوفية وإن الانجراف الشديد يذهب عقلك، إذن أنا على طريقي ..الاتزان فقط ..التوسط والتريس تجاه كل المشاعر ..
ونفضت حينها عن خاطري كون ميلي لا يليق بل على العكس أحببت شعوري هناك حيث براح الحب والتعلق الإلهي دون إعطاء صفة الألوهية وهي لله وحده، لشيخ أو ضريح لا نعلم تاريخ صاحبه أبدا ...
الاتزان نعمة كبيرة ..
لكم تمنيت طوال الفترة الماضية برحلة روحية لزيارة السيدة والحسين، ومعايشة تجربة حضور حفل للمولوية وسماع الإنشاد الديني الذي يخفق له قلبي عادة حينما أصادفه في الواقع الالكتروني، أراه فنًا جميلًا له مذاق خاص، ولا أخفي أبدا إعجابي به، واتخاذ صفحة فرقة الحضرة أحيانا ملاذًا مريحًا لقلبي أستمع منهم لذكر شمائل الحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام ...
انا أمة الله حنان التي رأت من الأماكن أكثرها رفاهية والفنادق أغلاها ولم ينتابني لحظة انبهار واحدة، لكن يقشعر جسدي كلما تذكرت مسقط رأسي بلدتي الصغيرة "دسوق" بمحافظة كفر الشيخ والتي اعتدنا فيها مناسبة مولد " ابراهيم الدسوقي" وبالنسبة لبيتنا لم يكن المولد يوما مناسبة دينية بقدر ما كان مناسبة رفاهية، ومشاهدة السيرك والخيام وإطعام المساكين من فضل الله الذي يسكبه الحاضرون للمولد بكثرة وكرم .. مما كان يسعدنا في هذا الأسبوع رؤية حركة البيع والشراء والأنوار التي تملأ البلدة الصغيرة بالبهجة الروحية ...
ذكريات لا يمكن تجاهلها وأنا بيد والدي رحمة الله عليه بين الزحام يشتري لي عروسة المولد ويجولني بين الألعاب...
انا لا انتمي للصوفية بذاتها لكن قلبي يتبسم لها وإلى أهلها الذين حافظوا عليها من التطرف ..
ولا بأس إن قلت أن قلبي صوفي يحب الله رغم كل ذنوبه يعود فلا يتعلق بسواه ولا يريد إلا رضاه ..