زي النهاردة من 17 سنة كنت في المستشفى وبقيت أم..

-بعد حمل صعب جدا ومثبتات وكورتيزون لأن سني كان صغير جدا، حسيت فيه إني مش هكمل؛ وكملت..

-ولادة في التامن وأنا والبيبي في حالة حرجة وطلق 12 ساعة متواصلين من كتر الألم حسيت في كل لحظة منهم إني مش هكمل؛ وكملت..

-درست والحمدلله مدبلرتش ولا سنة وأنا معايا نور وبعدها كملت دراسات عليا في حياة صعبة جدا نفسيا مكنش بيهونها عليا غير عيون نور ومن بعدها خالد وكانت بتعدي عليا أوقات كتير جوايا يقين إني مش هكمل؛ وكملت..

-بقيت بطولي في وقت من الأوقات بغدر وأذى مع بنت واعية للي بيحصل حواليها وطفل مش فاهم ليه كدة، حياتنا كلها في لحظة اتقلبت ومشينا من البيت بطريقة قذرة والولاد طلعوا من مدرستهم وكنت بجري لوحدي شهور على المديريات والمدارس وبدفع رشاوي عشان أقدر أحولهم من لغات لتجريبي لحد ما اتقبلوا قبل إمتحانات نص السنة ب 15 يوم بالظبط، كنت كل يوم أنزل فيه ألف في الشوارع وأنا تايهة وحاسة إن الدنيا بتقفل عليا ويجيلي نزيف بدون سبب عضوي ويستمر أكتر من شهر وأقول إني مش هكمل؛ وكملت.. 

-لحظات كتير أووووي ٱكتر من إنها تتكتب في بوست حسيت فيها إني عمري ما هكمل، كنت بمشي في الشارع مش دريانة بنفسي من العياط ومن جوايا بقول لازم الألم ده أخره موت، بس مموتش!

اتغيرت ومبقتش أنا اللي كنت عليها واستويت على نار هادية بس منتهتش زي ما كنت متخيلة في أي مرة منهم..

النهاردة؛

وفي نفس الميعاد ماشاء الله اللهم بارك واللهم لك الحمد والشكر أنا طالعة من شغلي ك Senior Reconciliation Analyst اللي مكنتش أتخيل وأنا بعمل دراسات عليا تربوية إن ده هيبقى مكاني النهاردة، ومروحة على بيت بعرف أنام فيه ومش خايفة بعد ما كنت بقوم في نص الليل أزق الحيطان وأنا متخيلة إنها بتقفل عليا، ومستنيني فيه ولادي.. بنتي اللهم بارك اللي كنت بنهار من العياط في كل مرة الدكتور يقول هتفضل في الحضانة فترة أطول وحالتها حرجة والرئة مش مكتملة، بس اكتملت؛ وكملت حياتي؛ وكملنا سوا..

أنا من 17 سنة ولحد النهاردة مت واتولدت مليون مرة، ونظرتي للحياة اختلفت وصغرت أوي في عيني وكذلك الموت.. 

اللي عاوزة أقوله إنك لو مستوعبتش إن كل شيء بيعدي مهما طال ومهما كان صعب هتموت في حياتك ألف مرة وهتخسر من صحتك ونفسيتك كتير، وفي الآخر هتستوعب غصب عنك وبالطريقة الصعبة، وسبحان الله جوا كل ألم أمل، خطوة بتودي في حتة تاني متتخيلهاش مهما حاولت تتخيل، وعشان توصل لحاجة لازم تدفع تمنها مقدمًا.. 

وزي ما كتب فاروق جويدة "مهما توارى الحلم في عيني وأرقني الأجل مازلت ألمح في رماد العمر شيئا من أمـَل .. فغدًا ستنبت في جبين الأفق نجمات جديدة وغدًا ستورق في ليالي الحزن أيام سعيدة"