نجارة الأويما .. بين المهارة اليدوية .. والكمبيوتر .

اويما .. كلمة تركية . ( oyma ).

معناها : حفر ـ نقش على الخشب .

والأثاث أو الموبيليات المشغولة بالأويما .. لها قيمة .. تتزايد مع مرور الزمن .

وتشتهر مدينة دمياط الجميلة .. بمنتجات الأثاث المحلاة بنقش الأويما ، ويعتبر صناع الأويما الدمياطيون .. من امهر صناع نقش الخشب على مستوى العالم. 

والصورة في الأعلى .. لنجار الأويما التقليدي وهو يعمل .. وأمامه مجموعة الأزاميل التي يستخدمها في حفر الأويما .. والصورة السفلى .. لماكينة حفر على الخشب .. باستخدام الكومبيوتر .. ويقوم سكانر بالتقاط صور للمجسم المطلوب تنفيذه ثم يقوم الكومبيوتر بعمل برنامج الحفر .. وتتولى الماكينة عملية حفر الخشب حسب البرنامج .. ويمكن لمشغل هذه الماكينة .. أن يذهب للقهوة .. يطلب واحد شاي .. وحجرين شيشة .. ويلعب له دورين طاولة .!. ويرجع .. يجد المكنة .. قد أنجزت العمل .!. 

بينما يعتبر نجار الأويما التقليدي .. من فنانين الحفر المتميزين .. كل دقة بحساب .. وكل انحناءة في الخشب .. لها أزميل خاص .. ويعمل بكل أعصابه و أحاسيسه و مشاعره .. ولا يستطيع أن يتراجع في أي دقة على الأزميل . 

وقد بدأت الموبيليات المحلاة بالأويما المشغولة بالكمبيوتر .. تنتشر في العالم وبدأت تظهر في مصر .. ويمكن لأي واحد له دراية و لو بسيطة بالنجارة .. أن يميز بين الأويما المعمولة باليد و المعمولة بالكمبيوتر . ..

فالمعمولة باليد .. تحمل أنفاس و مشاعر صانعها .. في كل انحناءة فيها .. ولا اعتقد أنها سوف تؤثر على صناعة الأويما التقليدية .. بالعكس .. سوف تزداد قيمة الموبيليات المصنوعة بيد النجار الدمياطي الفنان .. اللي ما فيش زيه . .!.

المشكلة أن عامل التكلفة قد يكون لصالح الكمبيوتر مما قد يؤدى لاندثار المهنة . 

وهذا غير صحيح ، وسوف تزداد نسبة زخرفة الخشب باستخدام الكمبيوتر ، أو الأويما الصناعية و بتكاليف اقل من الاويما اليدوية ، وهذه سنة الحياة ، ووضع طبيعي للتقدم التكنولوجي .

ولكن سوف تزيد قيمة الموبيليا المصنوعة بالاويما اليدوية ، وسيظل لها المعجبين القادرين على اقتناءها .

ونفس هذا الوضع حدث من قبل ، مع السجاد ، فإن صناعة السجاد الآلي ، قد قللت من صناعة السجاد اليدوي ، ولكن ما زال السجاد اليدوي يصنع و له قيمة أعلى من السجاد الميكانيكي بكثير .

مهندس سامح فرج . مؤلف معجم فرج للعامية .