آخر الموثقات

  • صناعة الإشاعة بالكلباني
  • أمضي
  • المرأه أفضل بلا مساواة،، مقال
  • من غرائب الأدوية
  • و لا أحد ثالثنا
  • فيولين - عهد الثالوث - الفصل 27
  • «البَساطةُ» سر صناعة هذا الكون 
  • بس أنا ليه حزين 
  • صدقني
  • ما خلقت إلا لتزهر..
  • تعبت من التضحيات
  • عبر الأثير..الجزء الأول 
  • الكون يرشدنا إلى قيمة «الجمال»
  • هذه الأشياء هي
  • ازاي كدة
  • الخامسة فجرًا بتوقيت إلهامي
  • حاكموا الطبيبه و إلغوا عنصر الإحصاء أولا
  • قلب محظور مهجور
  • علمني الحب
  • قراءة في المجموعة القصصية "حواديت محلية الصنع" للأديب علاء أحمد
  1. الرئيسية
  2. مدونة فاطمة البسريني
  3. الحب والخوف

يقال إن هناك إ حساسان حقيقيان فقط في الكون كله : 

( الحب والخوف ) 

منذ اللحظة التي ولدت ، كانت تلك الطاقة قوية لدي، وتربط كل شيء ببعضه ،أو هكذا أخبرتني مربيتي العجوز ( أم هاني ) .

 و مع مرور سنين طفولتي أخذت أشعر بسلبية كل ما حولي تحتلني ، وفهمت بعد ذلك أنه لدي القدرة على امتصاص خوف الآخرين . 

كنت أشعر بخوف ورعب الآخرين يسري إلى كياني ، فيكون من الواجب علي أن أذهب للبحث عنهم والقيام بما يجب علي القيام به ، وإلا فإنني سأظل أحس بتلك الآلام الكبيرة تسيطر على جسدي من نوع عاصفة مظلمة قوية تهز صدري وتكاد تطرحني أرضا كلما مرة . 

كان ذلك يحصل لي عندما أشعر بالخوف أنا أيضا . 

وكانت ( أم هاني ) تنصحني دائما بأنه لا يجب علي أن أترك الخوف يتسلل إلى جوارحي بتلك الطريقة ، بل يجب علي مواجهته بجرأة وشجاعة . 

كانت تؤكد لي أننا يجب أن نضع الخوف بجانبنا في خط متوازي مع خط سيرنا في هذه الحياة وكانت تبين لي أننا في الحب أيضا فإننا نحس بالخوف . 

كل ذلك لم أكن أفهم منه شيئا لأن الألم يسيطر علي . فأجيب بغيظ : 

ــ لكنني مازلت أراها ، كل تلك الأشياء البغيضة وكلها أسئلة مجسمة .

تبتسم في وجهي محاولة تهدئتي وتجيبني على شكل سؤال : 

ــ ما هي تلك الأسئلة المؤرقة المجسمة ، قد أجيب عنها وأفك ألغازها . 

ـــ حاضر ، 

سؤال ، ما معنى القبلة ؟ وهل تسعدين أحدا ما عند تقبيلينه ؟ ولماذا أنفر من ذلك ؟ لا أترك أي أحد يقبلني بما فيهم أنت ؟ 

ظهرت في عيني العجوز ( أم هاني ) ومضات شكوك وهي تفكر ، وقالت : 

ـــ حسنا ، غالبا ما تكون القبلة نابعة عن حب ، وقد تسعد الآخر ، لكن ذلك يعتمد على نوع القبلة ، أتعرفين ؟ 

واستدارت نحوي وهي تسأل في فضول وكأنها تحاول إخفاء التفكير العميق الذي بدا على محياها بعد سؤالي عن القبلة : 

ــ ما هو السؤال التالي ؟ 

ـــ لماذا يمسك الناس بأيدي بعضهم البعض ؟ هل ذلك حب ؟ او أنه خوف ؟

وماذا لو أنني لم أمسك بيد أحد أبدا ؟ 

نظرت إلي ( أم هاني ) وقد استغرقها صمت ثقيل وفراغ كبير في عينيها المجعدتين ، في نفس اللحظة راودني ذلك الشعور الغريب بالخوف وتراءت لي تلك المرأة في الشارع الموجود فيه بيتي ، وهي تجلس القرفصاء على الأسفلت، علمت أنها ترتعش من الفزع والخوف .

كان علي أن أخرج مسرعة من البيت لأبحث عنها لكي أمتص خوفها في الحال فهي على وشك أن تقتل نفسها .

عندما اقتربت منها أخيرا ووضعت يدي على رأسها وباليد الأخرى نزعت السكين الذي كان في يدها تريد أن تغرزه في صدرها ، كان الألم يعتصرني .

كان يجب علي أن أتحمل كل ذلك العذاب الكاسح الذي قسم ظهري وجعلني أسير على ركبتي .

كا نت تلزمني قوة كبيرة جدا لكي أستطيع أن أجر نفسي إلى منزلي مرة أخرى.

وجدت ( أم هاني ) تنتظر عودتي عند الباب ، والخوف يتلألأ في عينيها الصغيرتين .

قالت بصوت مرتعش : 

ـــ خفت عليك ،جاء شاب يبدو أنه غير طبيعي يبحث عنك . 

اقتربت منها ووضعت يدي على يدها وقلت بصوت هادئ : 

ـ لا تخشي علي ، عزيزتي ، لا تخشي شيئا ، فلا أحد يمكنه أن يقترب مني .

ــ لقد ترك لك هدية ، إنها هناك على الطاولة ، في ذلك الظرف .

ــ سآخذها ، لا تقلقي .

لما أخذت الظرف وفتحته وجدت فيه بطاقة سوداء ، بها ثقب كثيرة .

كانت كتابة ولا شك . ككتابة (طريقة براي) الخاصة بمن لا يرون . 

أمعنت النظر إليها محاولة أن أقرأها ، رفعتها أمام عيني ليخترقها الضوء كانت تقول : 

(لكي تعلمي مدى النور المنبعث منك في الظلام والقوة عند الخوف . )

( كان من الممكن أن أحمل عنك كل آلامك وعذابك لو استطعت ، لكنني ما دمت لا أستطيع فحاولي ألا تموتي بخوف الآخرين . ) 

وضعت تلك الرقعة السوداء على الطاولة قرب سريري ، كنت أعرف أنها ستحميني من ألم الحب وظلامه الحالك ، و من الخوف منه ، فأنا لم أعرف يوما ألما ووجعا أكبر وأعظم من ألمه ووجعه .

لم يعد لدي يوم ، أو غد ، ومع كل نفس أتنفسه كنت أحس أن شظايا قلبي تصطدم ببعضها وتنغرز بعمق بين أضلاعي من الخوف على الآخرين . 

التعليقات علي الموضوع
لا تعليقات
المتواجدون حالياً

225 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع