يجتاحني عجز كلي ، دائم ، أمامك وكلما ذهبت ، أرتعد من الغيظ والحنق .
إنك تمثل كل الأشياء الموغلة في أعماقي ، وكل التشويه النفسي الذي احمله معي ، والذي أشعر دائما أنه يحيا في .
دعني أوضح ، لعلك تفهمني هده المرة ودون إدانة ، ودون أن تتبدد كلماتي في سفسطة واحتجاج متقطع مهزوز .
لا تعتقد أنني أحاول أن أبرر تشوه نفسي التي تعرف أنني لم أنتمي يوما إلا إليها .
إنني أومن أن أوان ظهور الإنسان في بلادنا هنا لم يحن بعد ، وأنني زج بي في غابة هده البلاد، هده الأرض لأعيش مع كائنات على هيئة الإنسان ، شرب ، أكل ، كل شيء حتى الإنسان.
وكنت اعرف أن هده لوثة مجنونة ، طفرة تاريخية تمر بها هذه البلاد .
لهدا، كان من الواجب أن أتسلح بكل الثقة التي أملكها , كي أتمكن من ترويض نفسي على العيش المشوه , وكنت مهانة في غابتكم , فالكائن البدائي يطاردني في كل مكان .
وأنا أعاني كي أظهر بمظهر الكائنات السوية التي تتسلى بمظهري المرتجف وأفكاري المريرة والمواعظ الكثيرة :
(إنك امرأة حقيقية ، التأمل والعلم ليسا هما الحياة ، تلزمك الثقة بنفسك والتجربة هي الأساس.
هذا ما كنت تريد قوله فعلا .
لا تغضب واصمت ، صمتا ،
وأنت تنصحني أكاد أجن ،
وأنت تنظر إلي وتبتسم بلؤم، كنت شيئا فشيئا أغرق في ابتسامتك ،
وكان كل عقلي يلح علي في أن أضع حدا لكل هذا .
وحتى أواجهك كان يجب ويجب أن أظل في أقسى حالات اليقظة ، حتى لا تداس كرامتي وحتى لا أشعر أنني تافهة ونزقة .
وكما تمضي الريح ، هذا الشعور يهرول في جسدي ، يخترق مسامي ، وأنا أصطبح بهده المدينة التي تعصى على فهمي ، وأسير على أرضها ، على طرقاتها النائحة ،لا معزيا لها إلا رجلاي لا تكادان تطآنها.
فمن يعيد الفرح لهذه الأرض المغمورة بالحزن ، من يتحدث إلى ليلها ونهارها الخالي، إلى ريحها الهوجاء المخادعة .
تائهة أنا وسط هذه الأرض ،
لو أن الشمس تظل مشرقة ، لاستطعت أن أتبين الطريق .