هل هي زيارتك الأولي ؟دليل الزيارة الأولي

آخر الموثقات

  • الحب علامة بسيطة
  • جمال مصطنع
  • عدالة الأرض وعدالة السماء
  • عندما يغيب النور 
  • مش هاسمح لحلمي يموت
  • اعط تعطى
  • فتاه من الفيوم 
  • سيكون هناك
  • تتجول في ظلام السماء
  • أمانة يا صاحبي
  • قراءتي لكتاب لعنة فستان فرح لمايكل يوسف
  • خلاصة الكلام في حدود البدعة المذمومة:
  • زيارة القبور و الدعاء .. جائز
  • "بدون سابق انذار" نوعه إيه ؟
  • زمان بعيد فكريا
  • حبل المشنقة
  • رسالة إلى الله
  • رحلة سافاري
  • ألم أقل إنني
  • يا رعاكَ اللَّه
  1. الرئيسية
  2. مدونة فاطمة البسريني
  3. قراءة في البتول و الليل

آخر موعد : 24 أكتوبر

إضغط هنا لمزيد من التفاصيل 😋

قراءة في المجموعة القصصية (البتول والليل ) للقاص والناقد محمد ياسين خليل الأقطع 

ـــــــــــــــــــــــــــــ

من المآخذ على نظرية التلقي عند ــ ياوس ــ أنه اهتم بالتلقي أكثر من آثاره وبالتالي فقد نشأ عقب ذلك ما اقترحته نظرية جمالية التلقي من اهتمام بأثر النص على القارئ ووقعه عليه ،وليس الاهتمام بالأدب فقط في حد ذاته ومرجعيته وحمولته الاجتماعية والتاريخية إلى غير ذلك .

 لذلك و من خلال قراءتي المتواضعة للنصوص القصصية للمبدع القاص محمد ياسين خليل الأقطع تبين أنه يمنح القارئ الذكي ، أوـــ المستبصر ـأولوية كبيرة، إيمانا منه أنه لولا القارئ لما كان للنص قيمة، تلك القيمة التي تبدو في نصوصه القصصية جميعها على السواء في مجموعته(البتول والليل)وذلك بتأويله وتحليل دلالات النص ومعانيه متوخيا من القاريء النبش في مخبوءاتها وتفكيككها بالبحث والتساؤل وحثه على التنبؤ بمفاهيم، ربما لم يقصدها الكاتب نفسه ، همه الوحيد وضع النصوص بين يدي القارئ لتحليلها والاستفادة منها محاولا إشباع نهمه لما يوجد فيما بين السطورمن معان مخفية وقد توخى غاية الدقة في التفاصيل التي تشد القارئ وتجعله يحبس أنفاسه للوصول إلى النهاية.

نجد هذا الأمر في نص القصة ( عندما تصادق الكلاب )هذا العنوان الذي يوحي بما يوحي ويحتاج إلى قراءات عميقة ومتعددة لا يسمح بها المقال ، فوصفه الدقيق لصداقة الصبي للكلاب والذي لن يعيره الكثيرون الاهتمام الواجب كان للمبدع القاص محمد ياسين خليل الأقطع بشأنه رأي آخر، وقد وفق كثيرا في نقل الصورة والمعنى للقارئ بقفلة مدهشة ، غير متوقعة ومفاجئة وعلى حين غفلة من شخوص القصة أنفسهم ــ كما يحلو للنقاد وصفهاــ عندما توفي الطفل جراء حادثة سير، وتجمع الكلاب الأصدقاء حوله بل أكثر من ذلك عودتهم كلما مرة إلى مكان الحادث وكأنهم ينعونه من خلال نباحهم الذي يرتفع في أجواء المكان.

نجد ذلك أيضأ في النص القصصي ( لا يا أبي ) لما فاجأنا الكاتب بموت بطلة القصة زينب وبحضور ابنة البطل الذي سبق وغدر بوالدتها ،والتي سميت على اسم والدتها زينب من طرف خالتها الشيء الذي يكاد يفقده عقله فيظل يردد ( شامة هذه الفتاة ، كشامة زينب ) ..

هناك أيضا النص( شاعران وأنثى )والذي يقود الكاتب من خلاله القارئ في دروب الدهشة والاستمتاع متتبعا أطوار المنافسة بين عزام ورضوان وكيف تم غدر عزام لبطة القصة مريم لتلتقي بعزام الشاعر في موقف محرج وتنتقم من عزام وهي تقدم ابنها له كابن للشاعر الحقيقي في نص القصة وهو الشاعر رضوان .

وهكذا وعلى هذا المنوال وفي كل النصوص القصصية على التوالي ، أخذ الكاتب القارئ في سفر مليء بالمفاجئات عبر أحداث النصوص القصصية وقد تقاذفته المفاجأة وروعة القفلات أو النهايات التي يختارها الكاتب ـــ مما لا يسع معه المجال بالتحليل في هذه القراءةـــ مطبقا الثورة التي حصلت في فن السرد الأدبي قولا وفعلا وسيلته في ذلك استفزاز السرد وتحميله العديد من ردود الأفعال مضفيا على كل المجموعة القصصية البعد النفسي الذي رافق أبطال قصصه منذ البداية ، حرصا منه على الوصول إلى الهدف من كل كلمة أو عبارة لكي لا تكون مجانية ولا دور لها في سياق القص ، مختزلا الأحداث مكثفا إياها مما يجعل القارئ في حيرة لذيذة يطلق فيها العنان لخياله واستشراف الآتي من الأحداث وقد شد القارئ إلى نصه شدا ، متابعا القراءة وقد أسره توتر الوقائع والأحداث .

كل ذلك يحيلنا صراحة على أن العبرة في السرد الأدبي عند الكاتب تتلخص في كيفية تناول الأحداث ووضعها بين يدي القارئ لينهل منها ويوضح لنا توضيحا تاما أن الكيف يتغلب دائما عنده على الكم .

وبذلك يكون الكاتب محمد ياسين خليل الأقطع قد حقق المعادلة الصعبة في كتابة ما يحبه في القصة ملتزما بقواعد فن السرد ومتوافقا مع يراه المختصون في هذا الباب ، غير غافل عن وجود قارئ عالم مستبصر ، هدفه أن تنال نصوصه القصصية إعجاب هذا الأخير وتنال رضاه.

التعليقات علي الموضوع
لا تعليقات
المتواجدون حالياً

973 زائر، و1 أعضاء داخل الموقع