من يدعون لأهل غزة أن يأتي رمضان وهم في أمن وأمان.

أي أمن وأمان تتحدثون عنه بعد أكثر من ثلاثين ألف ما بين شهيد ومصاب كلهم من النساء والأطفال والشيوخ والشباب من المدنيين؟ 

أي أمن وأمان وقد سويت غزة بالأرض؟ 

أي أمن وأمان وقد احتلت غزة بالكامل وأنتم تهللون للانتصار العظيم الذي لم يحقق شيئا رغم كل هذا الخراب ولو حتى هدنة بضعة أيام؟ 

ثم برؤيتكم الثاقبة ووجهة نظركم السديدة، من المسؤول عن ايقاف كل هذا الخراب؟ هل من يرفض التفاوض ويفرض شروطا غير قابلة للتنفيذ وهو مهزوم لم يستطع الدفاع عن أرضه وشعبه وفقد كل شيء إلا تأييد المغيبين وأبواق التزييف التي تقلب وجه الحقيقة.

لماذا يستجيب العدو والخاسر الأكبر هو مصر. وقد توقف تماما الدخل القومي القادم من قناة السويس والسياحة وفُرضت القيود الاقتصادية عليها من أجل قبول التهجير وهو ما يتفق عليه من يدعون المقاومة مع الكيان. لتصفية القضية وترك بلدهم نهبة سائغة يمرح فيها الاحتلال، ولنقل ساحة الحرب والتدمير إلى داخل الأراضي المصرية بعد أن استعدناها بالحرب وقضينا أكثر من عشر سنوات في تطهيرها من الارهاب. تلك الأرض التي يطلب منا البعض تسليمها على طبق من عظام ودماء الالاف من أولادنا.

هل تسمون التخلي عن الأقصى وأرض فلسطين كلها وتسليمها للعدو على جثث أبنائها ثم احتلال ارضنا بقوة الضغوط التي تفرضها الأصوات الجاهلة والخائنة هل تسمون كل ذلك مقاومة؟

مصر حاربت من أجل الجميع وتأخرت اقتصاديا لسنوات من أجل رفاهيتهم. والآن تقدم وحدها الدعم والمساعدات والعلاج واصلاح الطرق داخل القطاع.

 لن نحارب مرة أخرى من أجل متهور لن يهتم لو تم ابادتنا عن بكرة أبينا وكيف يفعل وهو لم يهتم لإبادة شعبه وينعم بالراحة السبع نجوم خارج غزة والباقي يحتمي داخل االانفاق المجهزة تاركين شعوبهم تقضي نحبها تحت نيران العدو. 

وكيف نحارب وجيوش كل الدول الكبرى تحيط بنا من كل جانب 

و تقف على جميع حدودنا دعما لاسرائيل معلنة ذلك بكل وضوح؟ كيف نحارب ونحن المحاصرون اقتصاديا وكل ما يحتاجه العدو يصله من طرق خلفية تمر من خلال دول الاشقاء وتدعمهم شعوبهم للأسف؟

قبل أن تدعو لأهل غزة أدعو لبلدكم فهي تقف وحدها في وجه هذا المخطط الشيطاني غير مدعومة حتى من شعبها لكنها مدعومة دائما من الإله لأنها على حق .

قبل ذلك كله أدعو لأنفسكم بالهداية ونور البصيرة.