هل هي زيارتك الأولي ؟دليل الزيارة الأولي

آخر الموثقات

  • تزوج اتنتين معا | 2024-09-07
  • التنمية البشرية والمبادرة المنتظَرة، ، مقال | 2024-09-07
  • الصفر ….الصدئ | 2024-09-07
  • وصلنا لفين | 2024-09-07
  • كود 396 او كود تسلا بطيخة | 2024-09-07
  • ﻟﻠﻐﺮﺑﺔ ﺁﻻﻑ ﺍﻷﻭﺻﺎﻑْ  | 2016-12-28
  • خطأ التعامل مع الشخص علي أنه ذكي | 2024-09-07
  • لعنة الله علي المناصب | 2024-09-07
  • حسام حسن و العناد | 2024-09-07
  • وجبة بطاطا | 2024-09-06
  • دوامة البدايات | 2024-09-07
  • حبات الرمل (١) | 2024-09-06
  • عدة أوجه  | 2021-09-06
  • اريد | 2024-09-04
  • هذه الليلة صاخبة | 2024-08-02
  • أنت قدّها وقدود | 2024-09-05
  • خليفة إبليس في الأرض | 2024-09-04
  • للصمت حياة لا يعقلها الحالمين  | 2024-09-02
  • حياة نصفها كِتاب | 2024-09-03
  • مبعتمدش انتماءات  | 2023-09-06
  1. الرئيسية
  2. مدونة جواد الحربي
  3. لعل وعسى في ضرب النساء

في

ضرب النساء

يقول تعالى: (وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ ۖ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا) النساء: 34

هذه الآية الكريمة من سورة النساء أثير فيها الجدل في الأونة الأخيرة في الازهر ومصر ولنا فيها رأي نضن بأنه الأصوب فأغلب المفسرين يحملها على أن للزوج الحق في ضرب او صفع زوجته بيده، وحتى بعض من يحاولون تخفيف المسأله وهو ان الضرب معنوي هنا مثل ما كان النبي يضرب ازواجه بالسواك وذلك لمحاولة تخفيف المسأله ، بينما إضربوهن في الآية الكريمة من سورة النساء ليس لها علاقة بالضرب بمنعى الصفع او غيره، سواءا بالسواك او يده ، بل ليس لها علاقة بذلك المعنى لا من قريب ولا من بعيد وإنما "إضربوهن" في الاية المبارك لها معنى اخر قد تم تجاهلة من أغلبية المفسرين والعلماء ، لذلك اذا اردنا أن نعرف معنى "إضربوهن" في سورة النساء لابد لنا أولاً أن ندرس ونتتبع مادة "ضرب" كلفظ ومصطلح وما يشتق منها من الفاظ ومصطلحات أخرى في القرآن الكريم، ولا اقل بحسب تتبعي وجدت ان لمفردة "ضرب" ومشتقاتها أنها وردت في القرآن الكريم بثلاث معاني مختلفه عن بعضها البعض وليس لها علاقه ببعضها البعض:-

المعنى الأول جأت بمعنى التمثل وبيان المثال من قبيل قوله تعالى (وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِندَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِن فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (التحريم : 11،

 او في أواخر سورة يس (وَضَرَبَ لَنَا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِ الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ) يس : 78.

والمعنى الثاني جأت بمعنى السفر والترحال من قبيل قوله تعالى (وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ ) النساء : 101 ، فالضرب هنا المقصود به السفر والترحال

والمعنى الثالث وهو نعم ربما نقول انها جات بذلك المعنى وهو ذات الضرب في قوله تعالى فَإِذَا (لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ) محمد : 04،

 لكن حتى هذه الآية العلامة السعدي في تفسيرة قال بأن المراد منها ليس ذات الضرب إنما المراد منها القتل بشكل عام وذلك لأن القتل بالعادة يكون عن طريق ضرب الرقاب فالقرآن ذكرها مجازاً لبيان معنى القتل بشكل عام ، ومع ذلك لا بأس ان يكون معنى الضرب هنا هو ذات الضرب كمعنى ثالث ، ولكن لو بحثنا أكثر عن المسأله في القرآن الكريم ستجد انه حتى عندما جأت مناسبة لذكر الضرب لم يستخدمها مع الذين ذهبوا للقتال بل اختار القرآن مصطلح أخر ، فالقرآن عندما تكلم عن فئتين اثنتين من الناس الفئة الأولى سافرت ، والفئة الثانية ذهبت للقتال ، للوهله الأولى والظاهر للحدس لو كانت مادة "ضرب" او مشتقاتها سترد هنا ستكون منسجمه مع أي الفئتين أكثر؟ ، ظاهراً ستنسجم مع الذين ذهبوا للقتال لأنه يوجد ضرب بالسيوف والرماح وغيره ، لكن القرآن الكريم لم يفعل ذلك فأستخدمها مع الفئة التي سافرت واستخدم مصطلح اخر للذين ذهبوا للقتال في قوله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ كَفَرُوا وَقَالُوا لِإِخْوَانِهِمْ إِذَا ضَرَبُوا فِي الْأَرْضِ أَوْ كَانُوا غُزًّى لَّوْ كَانُوا عِندَنَا مَا مَاتُوا وَمَا قُتِلُوا) آل عمران آية 156 سنلاحظ في الاية الكريم ان مادة "ضرب" جأت في وصف الفئة المسافرة بينما الذين ذهبوا للقتال استخدم مصطلح "غزا" يعني الذين ذهبوا للغزوه والقتال ، هنا يأتي سؤال مهم ، وهو اذا كان الحال كذلك نحن لدينا ما لا يقل عن ثلاثة معاني مختلفة لمفردة "ضرب" وما يشتق منها في آيات القرآن الكريم ، لماذا عندما وصل الامر إلى سورة النساء اصبحت لا تحتمل إلا معنى واحد فقط وهو ذات الضرب ؟ ما هو السر في ذلك؟، لأن مفردة "ضرب" في سورة النساء لها معنى اخر لم يلتفت له المفسرين او التفتوا وتجاهلوه ، ولكن قبل ان ابين المعنى الحقيقي لمفردة "ضرب" او "إضربوهن" في سورة النساء سأورد آية من سورة البقرة لعلها تكون كاشفة وتساعدنا على تبيان المعنى الحقيقي لـ"إضربوهن" في سورة النساء ، يقول تعالى (الطَّلَاقُ مَرَّتَانِ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ) البقرة : 229، والان سنبين معنى "إضربوهن" في سورة النساء قال تعالى (واللاتي تخافون نشوزهن) المرأة الناشز هي التي تعصي امر زوجها وخارجه عن طاعته ، ما هو التصرف الصحيح الذي يأمرنا به القرآن في هذه الحاله؟ ، في المرحلة الأولى قال تعالى (عضوهن) يعني بالنصيحة والكلام وهذا يكون ليس بالصراخ او رفع الصوت، لا بل يكون بما قاله القرآن عن الموعضة في آية أخرى (بالحكمة والموعضة الحسنة) ، فإذا هذا الحل الاولي لم ينفع معها وما زالت لا تطيع نطبق المرحلة الثانية وهي (إهجروهن في المضاجع) يعني أن يترك لها الغرفة ويذهب لينام في الصاله او مكان اخر لكي تختلي المرأة بنفسها وتراجع حساباتها وهذا حق لها ، لكن للأسف بعض المفسرين غفر الله لهم فسروها بمعنى العقاب وقالوا أشياء لا تليق يقولون لأن المرأة لا تستطيع أن تصبر عن ممارسة الجماع فهذا الشيء عقاب لها الى ان تعود لرشدها ، طبعا هذا الكلام غير صحيح لأن المراد بـ(إهجروهن في المضاجع) ليس عقاب لها ، إنما خلوه مع نفسها لكي تفكر وتراجع حساباتها وهذا حق من حقوقها ، فإذا لم تنجح مرحلة الحل الثانية ، القرآن يعطينا حل ثالث وهو (إضربوهن) وإضربوهن هنا ليس معناه أن يصفعها او يجلدها ، بل المقصود به تسريحها لبيت أهلها ، فـ(إضربوهن) هنا تصبح سفروهن او سرحوهن ، وبالاصل اذا اخذناها بمعنى الضرب والصفع تكون خارج سياق الاية الكريمة لان الايه من بدايتها تعطينا تعامل راقي مع الزوجة أولا بالكلام والنصيحه ، وثانيا بالخلوه لكي تفكر وتراجع حساباتها ، فعندما تفسر بعد ذلك على انها ضرب باليد او سواك او غيره خارج سياق الاية فالاية هنا لا تعطي للزوج ان يعاقب زوجته هذه ليست للعقوبة ، إنما حقوق للزوجة يجب على الزوج أن يحفضها في حال أن المرأة أختلفت معه في الرأي ولم تطعه، وأيضا في الطلاق الذي من المفترض أن يكون اكبر المشاكل وهو كما هو معلوم ابغض الحلال الى الله ، لم يعطي للزوج الحق في ان يمد يده على الزوجة بل أعطاه خيارين إثنين فقط (إمساك بمعروف أو تسريح بإحسان) ، إذا في الطلاق لم يعطه الحق في ان يضربها ، كيف يأتي في سورة النساء في مسألة تحدث بشكل طبيعي في كل اسرة يجوز له ان يضربها؟ ، بالإضافة الى أن ذلك يخالف ما نعرفة عن سماحة الشريعة المحمدية ، فالنبي عليه الصلاة والسلام ليس فقط أمرنا بعدم صفع البهائم والحيوانات، لا لا بل اكثر من ذلك كان ينهى عن أن يتم حد السكين أمام عين الذبيحة ، فهذا الرسول العظيم الذي كانيهتم بنفسية البهيمة التي ستذبح بعد قليل بحيث ينهى الذباح عن حد سكينه امام عينها، كيف يأتي في القرآن ويجوز لنا أن نضرب ازواجنا؟.

جواد الحربي...

 

 

 

 

 

 

 

التعليقات علي الموضوع
لا تعليقات
المتواجدون حالياً

260 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع