هل هي زيارتك الأولي ؟دليل الزيارة الأولي

آخر الموثقات

  • تزوج اتنتين معا | 2024-09-07
  • التنمية البشرية والمبادرة المنتظَرة، ، مقال | 2024-09-07
  • الصفر ….الصدئ | 2024-09-07
  • وصلنا لفين | 2024-09-07
  • كود 396 او كود تسلا بطيخة | 2024-09-07
  • ﻟﻠﻐﺮﺑﺔ ﺁﻻﻑ ﺍﻷﻭﺻﺎﻑْ  | 2016-12-28
  • خطأ التعامل مع الشخص علي أنه ذكي | 2024-09-07
  • لعنة الله علي المناصب | 2024-09-07
  • حسام حسن و العناد | 2024-09-07
  • وجبة بطاطا | 2024-09-06
  • دوامة البدايات | 2024-09-07
  • حبات الرمل (١) | 2024-09-06
  • عدة أوجه  | 2021-09-06
  • اريد | 2024-09-04
  • هذه الليلة صاخبة | 2024-08-02
  • أنت قدّها وقدود | 2024-09-05
  • خليفة إبليس في الأرض | 2024-09-04
  • للصمت حياة لا يعقلها الحالمين  | 2024-09-02
  • حياة نصفها كِتاب | 2024-09-03
  • مبعتمدش انتماءات  | 2023-09-06
  1. الرئيسية
  2. مدونة جواد الحربي
  3. مثارُ زوبعةٍ مكية في الأثار السبعةِ والشركية - المقال الثاني

توقفنا في مقالنا السابق عند هذه الآيات الكريمة من سورة مريم:-

 (قَالَ أَرَاغِبٌ أنتَ عَنْ آلِهَتِي يَا إِبْرَاهِيمُ ۖ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ لَأَرْجُمَنَّكَ ۖ وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا ﴿46﴾ 

قَالَ سَلَامٌ عَلَيْكَ ۖ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي ۖ أنهُ كان بِي حَفِيًّا ﴿47﴾ 

وَأَعْتَزِلُكُمْ وَمَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَأَدْعُو رَبِّي عَسَىٰ أَلَّا أَكُونَ بِدُعَاءِ رَبِّي شَقِيًّا ﴿48﴾ 

فَلَمَّا اعْتَزَلَهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ ۖ وَكُلًّا جَعَلْنَا نَبِيًّا ﴿49﴾ )

طبعاً في البداية واضحه هنا لغة الخطاب من أزر الى إبراهيم وهي لغة التهديد والإقصاء (أرجمنك وأهرجني مليا) ، وفي قِبال هذه اللغة العدوانية تجد أن نبي الله إبراهيم يجسد لنا معنى الأدب والبر بالوالدين بشكل عملي عظيم جداً لأن أزر وهو كافر مشرك وصانع للأصنام ويهدد من؟ ، هو يهدد نبي من أنبياء اولي العزم الذي قال القرآن عنه (إن إبراهيم كان أُمة) فالنبي إبراهيم يعدل أُمة بأكملها في عبادته عليه الصلاة والسلام و لكن رأس الكفر هذا له حق الأبوه على هذا النبي العظيم فكان رده بكل إحترام أن (سأستغفر لك ربي) ، أنا ما يُهمني من الآيات هو ما صرح به نبي الله إبراهيم حيث قال (وأعتزلكم وماتدعون من دون الله) ، واضح جداً وابداً لم يكن يريد تكسير الأصنام كان يريد أن يعتزلهم وأعطاهم حرية الاعتقاد لأنه قرن إعتزالهم بما يدعون من دون الله وليس هم لوحدهم ، وبالفعل في الآيه التي تليها قال تعالى (ولما أعتزلهم وما يعبدون من دون الله) اذا حتى عندما إعتزلهم كان قد اعترف لهم بحرية الاعتقاد أكد على إعتزال أصنامهم أيضاً ومشروعة الحقيقي صرح به حيث قال (أدعوا ربي عسى أن لا أكون) فمشروعهم الحقيقي هو الدعوه لله سبحانه وتعالى مع حفظ حرية الإعتقاد لهم ، لكن هنا قد تأتي عدة تساؤلات مشروعة وهو قبل أن يعتزلهم لماذا النبي إبراهيم كسر الأصنام؟

للجواب على هذا السؤال لابد لنا أن نراعي أمرين إثنين وهو

الامر الأول السبب الذي جعله يضطر لتكسير الأصنام.

والامر الثاني الطريقة التي كسر بها الأصنام.

اما بالنسبة للسبب فالموقف الذي كان النبي إبراهيم فيه خطير وحساس يتعلق بحياة النبي إبراهيم لأن التهديدات كانت واضحه وصريحه تهدد حياته الشخصية ولم تكن تهديدات جزافيه بدليل أنهم طبقوها ورموه في النار لولا أن الله جعلها بردا سلاما عليه ، لذلك أراد النبي إبراهيم أن يلزمهم الحجة بحيث عندما يقتلونه يكون قد أدى ما عليه كنبي من إلزامهم الحجه ، الدليل على ذلك ما ذكره الإمام القرطبي في تفسيره الجامع في ذيل الآيات الكريمة (50 الى 60) من سورة الأنبياء قال أن السبب الذي جعل نبي الله إبراهيم يكسر الأصنام أراد منه التنبيه يعني أن ينبههم ، والمعنى الذي قاله الإمام القرطبي صحيح لا بأس به لكن أنا اريد أن أصيغه بشكل آخر ، أقول النبي إبراهيم أراد أن يوجه لهم صدمه عقائديه لكي يلزمهم الحجة ، لذلك لا يصح أن يستدلون بوجوب التكسير والإتلاف لهذة الأثار حتى لو كانت تستخدم لإغراض شركية لأن التكسير في قصة النبي إبراهيم لم يكن لوجوب ذات التكسير ، والدليل على ذلك هو الامر الثاني وهي الطريقة التي كسر بها الاصنام وأنه كسر كل الأصنام الصغيرة لكن ترك كبيرهم لم يكسره ، فلو كان التكسير لوجوب ذات التكسير الأوّلى أن يكسر كبيرهم ، وعلى سبيل المثال لو أن الإنسان في معركة مع العدو ، من بين جميع الجنود هل يوجد أثمن من رأس القائد والكبير ؟  بالطبع لا يوجد أثمن من رأس القائد حياة أي جندي آخر، لذلك لو كان التكسير لوجوب ذات التكسير! فالأوّلى أن يكسر كبيرهم، لكن النبي إبراهيم لم يفعل ، لكِ عندما يأتون ويسألونه أأنت فعلت هذا بألهتنا يا إبراهيم!؟؟ ، يرد عليهم بقوله وهو يشير للصنم الأكبر بل فعلها كبيرهم ، فيصدموا من المنظر وبهذه الطريقة يكون قد ألزمهم الحجه ، بل أنه فعل أكثر من ذلك حتى الأصنام التي كسرها نبي الله إبراهيم لم يكسرها بشكل عشوائي بحيث أنه أتلفها بشكل كامل مثلاً لا لا ابداً ، إنما أحدث أضراراً طفيفه فيها لكن حافظ على شكلها العام لم يخربها ، قد يسأل سائل كيف عرفنا أنه لم يخربها بشكل كامل والتكسير كان مجرد أضراراً طفيفه ؟ قبل الإجابة عن هذا السؤال من باب الأنصاف أن المفسر إبن كثير وغيره من المفسرين قال بأنهُ كسرها أو إجتزأ منها قطعاً صغيرة بناءاً على ماذكر في الآيات التي سأوردها نهاية هذه المقاله ولكن أنا أريد أن أذهب لمعنى أعمق وأبلغ في اللغة عن طريق ما ذكره القرآن الكريم في هذا الصدد ، قال الله تعالى في سورة الأنبياء ( وَتَاللَّهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُمْ بَعْدَ أن تُوَلُّوا مُدْبِرِينَ (57) فَجَعَلَهُمْ جُذَاذًا إِلَّا كَبِيرًا لَهُمْ لَعَلَّهُمْ إِلَيْهِ يَرْجِعُونَ (58))

أريد من القارئ العزيز يتأمل هذه الآيات ونكمل التبيان والشرح في المقالة التالية...

جواد الحربي...

التعليقات علي الموضوع
لا تعليقات
المتواجدون حالياً

1324 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع