توقفنا في مقالنا السابق عند الايه الكريمه:- ( أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِائَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَلْ لَبِثْتَ مِائَةَ عَامٍ فَانْظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانْظُرْ إِلَى حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِلنَّاسِ وَانْظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنْشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) بداية الآيه لم تشر هل القرية شركيه او لا لكن الأكيد كانت قرية اثريه كما اسلفت القول في ذلك ، هذه الآيه تحكي قصة نبي الله عزير وهو من انبياء بني إسرائيل كيف ذهب للقرية الاثرية وكان يتفكر فيها فأماته الله ليريه كيف يحيي الموتى ، فنعم الأنبياء كانوا يزوروا ويتفكروا في اثار من قبلهم ، لذلك أنا اسغرب حقيقة من الفقهاء الذين اصلوا للفقه الإسلامي ووضعوا له احكام ، هل يوجد اكثر من أن تجد نص صريح يأمر بالذهاب لتلك الأماكن كما هو الحال في المقال السابق ، بل أن بعض الأنبياء من ذهب وتفكر فيها كما هو موضح في الآيه الكريمة أعلاه ، اذا إن لم تستحق هذه الآيات والمفاهيم أن تدخل في الفقه الإسلامي ، فماذا يوجد بعد ذلك ؟ العجيب الغريب تجدهم ينبشون الكتب لإستخراج بعض الاحكام المتعلقه بالزواج او الأموال او أي باب من أبواب الفقه ، ويقبلون أحيأنا حتى الاحاديث الضعيفة في ذلك ، بينما امر واضح من الله سبحانه وتعالى وفعله نبي من أنبياء الله ، لن تجد له تأصيل في الفقه الإسلامي مثل ما يؤصلون للصلاة والزكاة وغيرها!؟ ، ربما يرجع السبب لذلك هو عدم معرفتهم بما يفعله السياح في تلك الأماكن لأنهم ربما يعتقدون أن الناس عندما يذهبون لتلك الأماكن يذهبون لغرض العبادة وهذا غير صحيح البته ، فالناس عندما يذهبون لتلك الأماكن بالعادة يأخذون معهم ما يسمى المرشد السياحي فيبدأ يشرح لهم على أطلال تلك الأماكن كيف كانوا يعيشون أولائك الاقوام مع سرد لقصصهم التي وثقوها من مراسم تتويج وحروب وطقوس دفن وكيف اندثروا او اهلكهم الله فقط لمجرد العلم بالشيء والتثقف وهذا بالضبط هو تطبيق عملي للآيه الكريمة التي في المقال السابق (قل سيروا في الأرض) بل بالضبط هو اقتداء بما فعله نبي الله عزير ، وأيضا هذه الأماكن بالاضافه لقيمتها المعنوية هي لها قيمه وفوائد مادية تعود على الدول والمناطق وتؤثر إقتصاديا عليها ، بل أن هناك دول بأكملها ميزانية شعوبها قائمة على السياحه الاثرية بالإضافة للسياحه الدينية وغيرها ، ويتهافت الناس لزيارتها من كل مكان وهنا سأتكلم عن أهما قديما وحديثا ، يوجد في تاريخ الإنسانية سبع عجائب قديمة وسبع عجائب جديدة وهي عبارة عن صروح او مدن او معالم شيدها الانسان في حقب مختلفة من التاريخ وسنبدأ بعجائب الدنياء السبع القديمة وهي كالتالي:- الهرم الأكبر في مصر الجيزة 2584 - 2561 ق.م.  حدائق بابل المعلقة في العراق 600 ق.م. هيكل أرتيمس في تركيا 550 ق.م. تمثال زيوس في اليونان 456 ق.م – 466 ق.م. ضريح موسولوس في تركيا 315 ق.م. تمثال رودس في اليونان 280 ق.م – 292 ق.م. منارة الإسكندرية في مصر 280 ق.م. وعجائب الدنياء السبع الجديدة وهي كالتالي:- هرم تشيتشن إيتزا في المكسيك 600 م – 900 م. تمثال المسيح الفادي في البرازيل 1922 م. سور الصين العظيم في الصين 204 ق.م. مدينة ماتشو بيتشو القديمة في البيرو 1400 م البتراء في الأردن 312 ق.م. الكولوسيوم في إيطاليا 72 م. تاج محل في الهند 1630 م.  وهذا بالنسبة للقسم الأول من الاثار وهي الأماكن التي يذهب اليها الناس ، وبقي لدينا القسم الثاني وهي الاثار التي يتم تداولها كسلعه يتم تدويرها او البحث عنها واكتشافها ، يقول تعالى (وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (41) أريد من القارئ العزيز يتأمل هذه الآيات ونكمل التبيان والشرح في المقالة التالية... جواد الحربي...