هل هي زيارتك الأولي ؟دليل الزيارة الأولي

آخر الموثقات

  • تزوج اتنتين معا | 2024-09-07
  • التنمية البشرية والمبادرة المنتظَرة، ، مقال | 2024-09-07
  • الصفر ….الصدئ | 2024-09-07
  • وصلنا لفين | 2024-09-07
  • كود 396 او كود تسلا بطيخة | 2024-09-07
  • ﻟﻠﻐﺮﺑﺔ ﺁﻻﻑ ﺍﻷﻭﺻﺎﻑْ  | 2016-12-28
  • خطأ التعامل مع الشخص علي أنه ذكي | 2024-09-07
  • لعنة الله علي المناصب | 2024-09-07
  • حسام حسن و العناد | 2024-09-07
  • وجبة بطاطا | 2024-09-06
  • دوامة البدايات | 2024-09-07
  • حبات الرمل (١) | 2024-09-06
  • عدة أوجه  | 2021-09-06
  • اريد | 2024-09-04
  • هذه الليلة صاخبة | 2024-08-02
  • أنت قدّها وقدود | 2024-09-05
  • خليفة إبليس في الأرض | 2024-09-04
  • للصمت حياة لا يعقلها الحالمين  | 2024-09-02
  • حياة نصفها كِتاب | 2024-09-03
  • مبعتمدش انتماءات  | 2023-09-06
  1. الرئيسية
  2. مدونة جواد الحربي
  3. كتابي فلسفة التمريض

مقدمة:

مشروع كتاب "فلسفة التمريض" بالأساس هو مشروع لنقد هرم ماسلو[1] للاحتياجات الإنسانية[2] الذي هو من أهم ركائز التمريض اليوم، وثانيًا نقد وتعديل تعهد أو قسم التمريض المسمى باسم "سيدة المصباح" الذي وضعته السيدة ليسترا إيجرت جريتر[3] عام 1893 م على غرار قسم أبو قراط[4] للأطباء، لكن في هذين الموضوعين لن نستخدم إلا فرعين من فروع الفلسفة، كالمنطق الأورسطي والأبستيمولوجيا فقط.

وخلال تأليف هذا الكتاب جاءت الجائحة التي أطاحت بالنظام الصحي العالمي، لذلك ارتأينا أن يكون الكتاب شموليًّا، لذلك سنوسع البحث لكي يشمل أغلب فروع الفلسفة الرئيسة وهي (الأنطولوجيا "علم الوجود" - الأبستمولوجيا "نظرية المعرفة" - الفيزيقيا "الفيزياء" -المنطق الأرسطي وغيره "علم المنطق" - الإكسيولوجيا " نظرية القيمة" - الديونتولوجيا (الأيثية) "فلسفة الأخلاق" - الأستطيقا "فلسفة الجمال" - الميتافيزيقيا "ماوراء الطبيعة")، في محاولة لشرح كل فرع منها ومعرفة مدى تأثيرها المباشر أوغير المباشر على مهنة التمريض، خصوصًا في هذا الوقت الراهن، فاليوم نرى كل الدول مستنفرة لمواجهة وباء عالمي ألا وهو الكوفيد - 19، حيث توقف كل شيء عن العمل، فانهارت المنظومة الصحية في كثير من الدول، وبعضهم أدرك مدى خطورة الأمر، لكن بعد أن انهار النظام الصحي، ولكن ولله الحمد نحن استطعنا التعامل مع الجائحة لدرجة أن دولًا كثيرة ومنظمة الصحة العالمية، أثنت واعتنت وتحاول أن تستفيد من تجربة المملكة في هذا الشأن[5]، فالجيش الأبيض في مستشفياتنا كان أهلًا للمسؤولية الكبيرة التي وضعت عليهم، واستطاعوا أن يؤدوها بكل حرفية، وأعلى جودة ممكنة، بينما هنالك دول لطالما تغنت بنفسها وتطورها، وإذا هي تنهار منظومتها الصحية، وبصفتي أحد الجنود المنتمين للجيش الأبيض "التمريض"، ولكي يعلم الجميع أن التمريض في بلادنا كما نجح في استيعاب الجائحة والتعامل مع المرضى سريريًّا، يجب أن يعرفوا أيضًا أن هناك تمريضًا وممرضًا وفي هذه البلاد يفكرون ويبدعون ويألفون الكتب ليقدموا نموذجًا مشرفًا فكريًّا ونظريًّا أيضًا، لكي تصبح هذه المهنة العظيمة جميلة وفي أبهى صورة لها، فالجائحة أثبتت ضعف الأنظمة الصحية حول العالم، وذلك باعتقادي بسبب الأسس والقواعد الفكرية التي ارتكزت عليها تلك المنظومات الصحية، والتي أرى أنها بائسة وقديمة، فلا بد أن نقدم رؤية جديدة تحاكي الواقع المعاصر، فما قبل الجائحة ليس كما بعدها، لأن الإشكال الحقيقي لم يكن في عدد الممرضين أو الأطباء، وليس نقص الموارد وحسب، بل إن ما كنا وما زلنا نمارسه كنظام تمريضي عالمي يجب أن يتغير ويتبدل، لأنه نابع عن تسلسل هرمي بائس، له ثغراته وأخطاؤه للاحتياجات الإنسانية.

وعليه فالذي سأقدمه في هذا الكتاب هو رؤية جديدة للتمريض من خلال الفلسفة بشتى فروعها، آخذين في الحسبان خطورة بعض هذه الفروع خصوصًا الأنطولوجيا والميتافيزيقيا من بعض النظريات التي سيتم شرحها تحت هذا الباب، لأن بعضها يُستخدم من الذين يدعون العلم، لنشر الإلحاد، وللأسف هناك مفكرون عرب يروجون لها، بل حتى المترجمون العرب كان بعضهم يتعمد تحريف الترجمة لصالح الإلحاد كما سنبينه لاحقًا، لأنهم ما كانوا يحفظون الأمانة.

وعندما حققت في تلك الترجمات وجدت تحريفًا كبيرًا، وسنبينه إن شاء الله في الكتاب، وتجدهم يستهدفون العقل العربي والمسلم وخصوصًا للشباب لتسميم العقول، لذلك سنستغل هذه الفرصة للرد عليهم، وإبطال حججهم، وندينهم بأقوالهم، وذلك تحصينًا لعقل القارئ العزيز، وسنعتمد في بحوثنا على مصادر من كتب عربية قديمة ومعاصرة، كذلك من مصادر غربية من أشهر فلاسفتهم من عصر اليونان قبل الميلاد، والقرون الوسطى، وصولًا إلى عصر النهضة والتنوير والحداثة وما بعدها.

وبناءً عليه فإن القارئ العزيز يحمل الآن بين يديه كتابًا يوجد بين دفتيه ما يشبه عصارة فكر لأكثر من 2000 عام لأشهر الفلاسفة والمتكلمين في شتى ومختلف العلوم الفكرية والفيزيائية والبيولوجية وغيرها، ونسأل الله سبحانه وتعالى أن نوفق لصياغة الكتاب بلغة سهلة يستطيع القارئ العادي أن يستوعبها، فيما عدا بعض المواضيع القليلة ستكون تخصصية بحتة، نعتذر للقارئ العزيز إن وجد صعوبة في استيعابها، كما نريد أن ننوه على بعض الأمور المهمة وهي:-

1- للكتاب معزوفتان موسيقيتان خاصتان يستطيع القارئ تشغيلها أثناء القراءة[6].

2- أنه بين مصادر هذا الكتاب بعض الكتب الخطيرة جدًّا، لذلك لا بد لنا أن نوجه القارئ العزيز إن كان لا يملك المقدمات الكافية لقراءتها، فإننا ننصح بعدم مطالعتها وورودها هو للعزو كمصادر للمعلومات وليس لغرض الترويج لها.

3- أن لا يحكم القارئ العزيز على بداية الأقسام قبل أن يكمل باقي محتوى كل قسم لأننا سنستخدم أسلوب التشويق والكوميديا والصدمة والترغيب والترهيب وعدة أساليب، نعم أعرف أنه كتاب علمي وليس "رواية" أو "ديوان شعري" لكن طبيعة هذه العلوم صعبة وعصية على الفهم، كما أنها تحتاج إلى تركيز، وللقارئ العادي تبدو صعبة الاستيعاب، لكن إذا أردنا أن نقدم مادة هذا الكتاب بالأسلوب الكلاسيكي المتعارف عليه سيشعر القارئ بالملل من القراءة، بالإضافة إلى أن الشرح فيه ضمير المخاطب في كثير من أجزاء هذا الكتاب سيكون أنت أيها القارئ العزيز بعكس باقي الكتب الأخرى إلا النادر منها، بحيث غالبًا ما يستخدم ضمير هم أو هو أو هي، وهذه الطريقة بحسب رأيي تكون أفضل عندما توجه الخطاب لشخص واحد، لأن القارئ سيشعر أن الكاتب يتحدث معه شخصيًّا فهي باعتقادي تجذب الانتباه والتركيز واليقظة طوال القراءة، مثل ما هو الحال خارج الكتاب، لو أنك سمعت أشخاصًا يتحدثون عن الناس بشكل عام لن يلفت انتباهك كثيرًا، لكن عندما يكون المتكلم يوجه الخطاب لك، أو حتى يتحدث عنك ستلتفت له فورًا، وبهذه المحاولة الجديدة في الكتابة والتأليف ستكون مادة هذا الكتاب مفيدة حتى لغير المتخصص في التمريض أو الفلسفة، وتكون أيضًا سهلة الاستيعاب والفهم.

4 - أريد أن أنوه على نقطة أخرى وهي مهمة جدًّا، أنه ليس كل نظرية ترد في هذا الكتاب تمثل رأي الكاتب، بل إن بعضها سنستعرضها ونقوم بنقدها أو هدمها لتسقط من الاعتبار، فحاذر أن يتسلل لك الخوف والرهب في أثناء قراءتك لهذا الكتاب، فأنت ما زلت في بدايته.

5- سيكون ترتيب الكتاب كالتالي: لكل فرعين من فروع الفلسفة قسم خاص يبدأ بالمقدمة والتعريف والموضوعات والفائدة[7]، وهي طريقة منهجية جديدة تستخدم لتأليف الكتب العلمية لمبتكرها[8]، وستكون الحاشية لمصادر العزو وترجمة الشخصيات وبعض الشروحات الهامشية، والموضوعات ستكون في أبواب داخل كل قسم[9]، والمراجع ستكون في بداية كل قسم.

قبل أن أختم مقدمتي، لربما يتساءل القارئ العزيز لماذا يدخل بحث الرد على الإلحاد في كتاب علمي عن الفلسفة والتمريض؟

اعلم عزيزي القارئ أن هذا هو الأصل في جميع العلوم وليس الفلسفة والتمريض فقط، لأنه عندما ترجع الى القرون الوسطى تجد أن علماء الرياضيات والفلك والفيزياء والكيمياء وحتى الأطباء في نفس الوقت هم علماء دين، ومثال ذلك واضح، خذ مثلًا الشيخ الرئيس ابن سينا كان عالم دين وفيلسوفًا وطبيبًا وفيزيائيًّا، وكذلك ابن الهيثم وابن حيان، وابن رشد، والفارابي، والكندي وغيرهم الكثير، في ذلك الزمان كانت اللغة العربية هي لغة العلم، وجميع علماء أوروبا كانوا مجرد عالة على الفكر العربي والإسلامي[10]، لكن عندما تنبه الغرب لصعوبة المسألة على مثقفيهم، وبدؤوا حملة مرعبة في تقسيم وتفريق هذه العلوم، ووضعوا لها عناوين جديدة، وتفريعات داخل كل علم، ومحاولات مستميتة منهم على الحشو قدر المستطاع فيها، حتى إذا أراد الإنسان أن يصبح أكاديميًّا بعد أن ينهي فترة الدراسة الابتدائية والإعدادية والثانوية الطويلة سيجد نفسه أمام مجموعة من الخيارات الكثيرة، فيختار أحدها، ويبقى يدرس أعوامًا وأعوامًا من عمره ليجد نفسه فجأة في الثلاثين أو الأربعين من العمر وهو لا يعلم من علوم هذه الحياة إلا ما تخصص فيه أثناء دراسته الأكاديمية، لذلك تجد كثيرًا منا إن لم أقُل أكثرنا يكون همه: متى تنقضي مراحل الدراسة الجامعية؟؟ حتى يذهب للبحث عن الوظيفة، وهذا هو بالضبط ما يريد منا أن نفعله الفكر المقابل لنا، فاستطاع إشغالنا في الحشو وكثرة المعلومات، لكن دون فهم واستيعاب، فأصبحت الساحة الفكرية والصناعية والعلمية خالية تمامًا للفكر الغربي بشكل عام، بعد أن كنا روادها ومؤسسيها في القرون الوسطى، لذلك من الطبيعي أن تجد في الغرب ستيفن هوكينج يؤلف كتابًا في الفيزياء، وفي نفس الكتاب يروج للإلحاد، وطبيعي أن تجد ريتشارد دوكنز يؤلف كتابًا في الأحياء، وفي نفس الكتاب يروج للإلحاد، لكن نحن أو بعضنا نأخذ من هوكينج المعادلات والمعلومات الفيزيائية المفيدة لنا، ومن دوكينز أبحاثه في الجينة الأنانية مثلًا والأحياء بشكل عام، لا بأس في ذلك خذ ما ينفعك منهم، لكن هذا لا يكفي، لأنه ربما تقيس على نفسك شخصيًّا أنت صاحب إيمان قوي ولا تؤثر فيك هذه الترهات الإلحادية، لكن ثق تمامًا أن هناك من يأخذ المعلومة النافعة وقد يتأثر بما يروج من أفكار خطيرة خلفها، فالسكوت وغض الطرف هنا ليس مقبولًا أبدًا، بل كما أنك تأخذ ما ينفعك منهم يجب أن تبين وترد على ما يرافق هذه المعلومات من أفكار إلحادية وغيرها، لذلك يجد الإنسان نفسه فجأة بين نارين، إما أن يتخلى عن هذا العلم النافع حتى لا يكون سببًا في ترويج الإلحاد، أو أن يروج للعلم النافع فيكون سببًا في ترويج ما يصحبه من أفكار هدامة، لذلك نحن نرى أن نمسك العصى من المنتصف، نعم سنأخذ ما يفيدنا منهم، لكن لن نسكت أو نغض الطرف عن ما هو سيئ في هذه العلوم، بل سنواجهها ونرد عليها، ونسأل الله سبحانه وتعالى أن نكون أهلًا لذلك، وهنا في خاتمة مقدمتي لا بد لي أن أوجه شكرًا عامًّا لجميع زملائي الأطباء المصريين تحديدًا، لأنه كان لهم الأثر البالغ علي في الطب بشكل عام، وأريد أيضًا أن أوجه شكرًا خاصًّا لجميع زملائي الممرضين الفلبينيين الذين لولاهم ما كان سيخرج هذا الكتاب، الحق والحقيقة التمريض من الجنسية الفلبينية هم من شجعني ودفعني منذ البداية كانوا يهتمون في تعليمي، لذلك أقول للأطباء المصريين والتمريض الفلبينيين الذين كان لهم الأثر الأكبر، شكرًا لكم جميعًا، لأن تلك اللحظات التي كنتم تعلمونني بها لم تذهب سدًى أو تكون هباءً منثورًا، بل بدأت تخرج ثمارها، وأظن أن هذا الكتاب أحد ثمارها.

جواد الحربي..

روابط شراء النسخة الورقية للكتاب

متجر امازون

https://www.amazon.sa/gp/product/6030424815/ref=cx_skuctr_share?smid=A16DT2RPY0MIWZ

متجر دار الريادة

اطَّلع على المنتج التالي: فلسفة التمريض - جواد الحربي https://darreyadah.com/products/فلسفة-التمريض-جواد-الحربي

 

[1]) إبراهام ماسلوا عالم نفس أمريكي عاش ما بين 1908 – 1970.

[2]) هرم لترتيب الاحتياجات الإنسانية بشكل تسلسلي سأتي بيانه بالكامل لاحقًا.

([3] هي محامية للصحه العامة عاشت ما بين 1858 – 1951.

([4] https://www.truthaboutnursing.org

[5]) https://www.alarabiya.net/

[6]) مفتاح البحث على موقع يوتيوب عن المعزوفتين بالعربي والانجليزي (فلسفة التمريض 1 nursing philosophy)(فلسفة التمريض 2 nursing philosophy)

[7]) خلاصة المنطق (ص37).

[8]) هو الدكتور عبد الهادي الفضلي رحمه الله، الذي عاش بين 1935م – 2013م، عالم دين مجتهد، وكان أستاذًا للغة العربية في جامعة الملك عبد العزيز بجدة، له مؤلفات في المنطق واللغة وأصول الفقه وعلم الكلام والاقتصاد، سيكون ترتيب هذا الكتاب على الطريقة المبتكرة منه في تأليف الكتب لترتيب الكتب العلمية، أنا اخترت هذه الطريقة لميزة موجودة فيها، لأن أغلب الكتب دائمًا ما يكون آخر كل قسم الخاتمة، لكن الدكتور الفضلي في طريقته للترتيب وضع الفائدة نهاية كل قسم، لذلك سنضيف للخاتمة الفائدة أيضًا معها وستكون نثرية مسجعة.

[9]) خلاصة المنطق (ص54).

[10]) مؤتمر اللغة العربية أمام تحديات العولمة (ج2/ص336).

التعليقات علي الموضوع
لا تعليقات
المتواجدون حالياً

1339 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع