هل هي زيارتك الأولي ؟دليل الزيارة الأولي

آخر الموثقات

  • تزوج اتنتين معا | 2024-09-07
  • التنمية البشرية والمبادرة المنتظَرة، ، مقال | 2024-09-07
  • الصفر ….الصدئ | 2024-09-07
  • وصلنا لفين | 2024-09-07
  • كود 396 او كود تسلا بطيخة | 2024-09-07
  • ﻟﻠﻐﺮﺑﺔ ﺁﻻﻑ ﺍﻷﻭﺻﺎﻑْ  | 2016-12-28
  • خطأ التعامل مع الشخص علي أنه ذكي | 2024-09-07
  • لعنة الله علي المناصب | 2024-09-07
  • حسام حسن و العناد | 2024-09-07
  • وجبة بطاطا | 2024-09-06
  • دوامة البدايات | 2024-09-07
  • حبات الرمل (١) | 2024-09-06
  • عدة أوجه  | 2021-09-06
  • اريد | 2024-09-04
  • هذه الليلة صاخبة | 2024-08-02
  • أنت قدّها وقدود | 2024-09-05
  • خليفة إبليس في الأرض | 2024-09-04
  • للصمت حياة لا يعقلها الحالمين  | 2024-09-02
  • حياة نصفها كِتاب | 2024-09-03
  • مبعتمدش انتماءات  | 2023-09-06
  1. الرئيسية
  2. مدونة هبة شعبان
  3. الحب.. والكهرباء، وسنة الحياة

ليس العنوان محاولة للتيمن باسم رواية ماركيز الشهيرة "الحب في زمن الكوليرا"؛ فتلك لازمة صار يستخدمها الناس بعامتهم إذا ما أرادوا الحديث عن الحب المحاط بظرف ما، كأن يقولوا مثلاً: الحب في زمن الحرب، الحب في زمن الكورونا، .. في زمن الموت السريع، .. أو أي "كليشيه" يمكن أن تحل محل "الكوليرا"، وربما ذلك مردّه لانتشار الرواية عالمياً وشهرة كاتبها حتى انضمت – ولو باسمها على الأقل- لقائمة القوالب الجاهزة التي تصلح للاستخدام تبعاً للحدث، وإن لم يكن الشخص قارئاً لها من قبل.

والعنوان حقيقة كالمضمون، عن الحب، ذاك الذي اجتهدوا في تعريفاته الحالمة والرومانسية، وتفسيراته العلمية مستندة على الهرمونات التي يفرزها الجسم عند رؤية الحبيب أو سماع صوته أو لمسه، وماذا تظهر تخطيطات القلب والدماغ في هذا الصدد، ثم ما كتب ذوو الخبرة في العلاقات الإنسانية عن تطورات الحب وتحولاته، وإثماره وإشراقه وحتى إعتامه، طرقه المتفرعة وغيرها المسدودة، التحدي والعناد وقدرة "المارد" التي ترافق المحبين، والانكسار حتى الموت في أحيان أخرى..

ذاك الحب المجرّد، المولود ابناً للّهفة والنظرة والموقف والصدق، والذي يربيه الاهتمام والقدرة على الاهتمام حقاً، أصبحَ يقاس بالصبر، كم يصبر المحب؟ ليس على بعد الحبيب أو قسوته أو شيء من العذابات التقليدية.. الحديث عن تحمّل طرَفي الحب أشياء أخرى لا تشبهه في شيء.

ربما في أي مكان مأهول على سطح الأرض، يعيش فيه بشر يتحابون ويتعاونون ويبنون ويعملون؛ قد تكون هذه الحكايات واردة.

كم يصبر المحبّ؟ أو بتعبير أدق، كم تحتمل جذوة الحب أن تحيا في قلبه وعقله، ووقته رهن تلك الأشياء الأخرى؟

إنسان يصحو وينام على خلفية كلها خوفٌ من المستقبل والمجهول والغد غير المضمون، ورفضٌ للحاضر بواقعه المفروض غير المحبب إطلاقاً، ولهاثٌ خلف رمقِ الحياة، سباقُ الفوز بمقعد في المواصلات، والجامعات، والعلاجات، وطوابير الأشياء التي توزع مجاناً أو بأسعار أقل..

إنسان أرهق مخّه الانتظار، من انتظار بدء مستقبله الفعلي، حتى ساعة وصل الكهرباء، وموعد ضخ المياه، وأضنى جسده الجري وتعدد المهام والأعمال التي يجب مزاولتها للحصول على ما يكفي لسير الحياة وحاجاتها.

إنسان بعدد كبير أو صغير من الأحلام غير المحققة أو تلك التي قيد الانتظار، وخيبات مضت وأخرى محتملة بحكم قاعدة –توقع الأسوأ تجنباً للصدمة- وانتصارات يمكن عدّها على الرغم من أن السعادة المرافقة لها مشبعة إلى وقت معين..

هذا الإنسان إن كان محبّاً، أو على طريق الحب، كيف له أن يصبر؟ وكم ستصمد تلك الجذوة في داخله؟

هناك فكرة مفادها أن الفرح الحقيقي يدوم كثيراً وإن كان قصير المدة زمنياً، وأن تلك الأمور نسبية، والحب الحقيقي يخلق واحات من السعادة والخيال الجميل وسط الواقع أياً كانت صعوباته، والحقيقة.. نعم، فهناك وجهان يمكن تفسير الأمر من خلالهما.

الأول أن تلك الفكرة تصح في حالة الحب الحالم، بينما الحب الحقيقي ذو مقومات كثيرة إلى جانب كونه حالماً، والثاني أن الفكرة المذكورة تؤكد مصطلح "الحب الصابر"، والصبر أيضاً واحد من حوامل عدة للحب، لا يمكن التنبؤ كم يستطيع المضي به وحده.

إن غلبَ الحلم على الحب فسيصبح منفصلاً عن الواقع حتى يقتصر وجوده على الخيال، وإن غلب الصبر فسيغرق الحب في الواقع حتى يذوب وجوده فيه، وهو في الحالين يغدو ناقصاً، يرى بعين واحدة، ويحتاج عكازاً، فكيف يمكن الاتكاء على حبّ بعكّاز؟

في الأحاديث التي تدور حول أمور عميقة أو غيبية أو لا يمكن تفسير حدوثها، أو ما تفعله بالإنسان وحياته ومجتمعه، هناك أيضاً جواب جاهز، وهو "كليشيه" العجز، أن هذه سنة الحياة، فهل هي حقاً كذلك؟ من يُخلق يموت، ومن ينجب يذوب أمومة وأبوة ثم يربي حتى يفارق، ومن يصاب بحبّ يأخذه مجرى غير مفهوم من أشياء غير مفهومة ثم لا يعلم في آخر المطاف إلا أن تلك الحياة وسنتها؟.

 

١٨- ٥- ٢٠٢٤

التعليقات علي الموضوع
لا تعليقات
المتواجدون حالياً

1646 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع