عندما تشتري سيارة عن طريق البنك بالقسط ثم بعد عدة أشهر تنقلب بك على الطريق الدولي (بئر العبد) وتصاب بكسر في قدمك ويدك ويذهبون بك أهل الخير للمستشفى وبعد يومين تتوجه لتأخذ سيارتك من مكان الحادث فتعلم أن مجموعة ملثمين قد أخذوها فتبلغ كل الجهات المسئولة دون جدوى أو رجع صدى لكل ما تصنعه فلا تملك إلا أن ترفع يدك لرب العباد مرددا : حسبنا الله ونعم الوكيل ؛ والحمدلله والشكر لله على كل شئ .
عندما تبني بيتا يكلفك ثمنه شقي عمرك وكل ما تملك وتعتني به وبإنشائه أيما اهتمام بالأثاث والمبنى لتفاجئ أنك ممنوع من دخول شقتك بسبب غقل غبي طائش رجعي متخلف ، ثم تفاجئ بدمار وانهدام بيت وأسرة بكاملها ويتحول الى دمار وركام وأطلال فلا تملك إلا أن تردد : حسبنا الله ونعم الوكيل فوضت أمري إليك يارب .
عندما تمتنع عن إعطاء الدروس الخصوصية لأنها لا تجلب سوى الحاق الضرر والأذى والبلايا على صاحبها فتضطر أن تعيش على باقي مرتبك بعد خصم قرض السيارة المسروقة وإيجار الشقة الذي وصل لستمائة جنيها فلا يتبقى معك شئ آخر الشهر حتى ثمن الدواء لقدمك ويدك ؛فتتوجه للتأمين الصحي فيخبرك الطبيب أن هذا العلاج لابد أن تشتريه من خارج التأمين لأنه لا يوجد داخل صيدلية التامين ؛ فتحمد وتشكر الله على كل هذا .
وعندما لا يوجد بالتامين الصحي بالعريش دكتور مخ وأعصاب إلا خارج المبنى الخاص بالتأمين الصحي فتتوجه لمبنى العيادات الخارجية فيطلب الطبيب منك إشاعات وتحاليل طبية وبعدما يتفحصها يكتب لك علاجا لم تتقدم عليه نهائيا وعندما تتوجه إليه توضح له الامرفلا يجد ما يقول سوى أن ينصحك بالتوجه لطبيب بالقاهرة ثمن الكشف فقط عنده 700جنيها وبالحجز ؛ وفي كل مرة تذهب إليه تدفع نفس المبلغ فلا يوجد لديه استشارة كما تعودنا على بعض الأطباء ؛ فتضطر مرغما أن تبحث عن زميل او احد تأمل فيه الخير أن تقترض منه المبلغ ونادرا ما تعثر عليه بعد جهد جهيد وعناء شديد , فيكشف عليك الطبيب ليتضح له أن كل ما كنت تتناوله من عقاقير كان خطأ وغير صحيح ؛ ويكتب لك روشتة ثمنها الف ونصف جنيها لشراء الدواء ويطالبك بالعودة إليه بعد شهر ونصف ؛ وبعدما تتحسن حالتك ويقترب الشهر والنصف على نهايته فتقرر التوجه له بإحدى الأحياء الراقية بالقاهرة فلا تجد ثمن الكشف من جديد ولا ثمن الدواء فتردد ليل نهار : حسبنا الله ونعم الوكيل ولا حول ولا قوة إلا بالله .
عندما يبتليك الله بلا مبالاة من أقرب الناس لك من أهلك ويتجاهلون حتى السؤال عنك حتى وأنت في قمة وجعك ومرضك ؛ بل لم يكتفوا بذلك إنما يطلقون الاشاعات الجوفاء الكاذبة بأنك لست مريض بل تدعو المرض وتزعم المرض وتتمارض فترفع يدك إلى السماء داعيا أن يبتليهم الله ويشعرهم بما أنت فيه ليدركوا بحالتك ويندمون على ما أدعوه عليك وترفع يدك إلى السماء مرددا : حسبنا الله ونعم الوكيل هو مولانا وكفى .
عندما يبتليك الله بانجالك عاقة الأب ويسمعون كلام أمهم وأخوالهم لا تعيروا اهتماما بأبيكم ولا تهتموا به لأنك تزوجت مرة ثانية على أمهم على سنة الله ورسوله فليس عيبا ولا حراما , فتنفق على بيتك نفقة وعلى أولادك وهم يتجاهلون حتى السؤال عنك بل يتجنبون زيارتك أو الاتصال والتواصل معك مع إنك ليس ببعيد عنهم وتترك لهم البيت بما فيه من كل شئ وتؤجر بيتا رغم ضيق اليد والحاجة للمال فتردد : حسبنا الله ونعم الوكيل هو المنتقم الجبار على كل محرض مفتري ظالم .
عندما تبتلى بزوجة مستهترة تعذب أولادها الصغار وتكويهم بالنار وتترك جرح غائر في أقدامهم وأياديهم وتتجاهل زوجها فى كل حقوقه وتعصي الله فلا عباده ولا خوف من الله ولا تخشاه فتفعل أشياء لا يتحملها رجل على زوجته فيتحمل كل هذه التصرفات والأفعال الصبيانية المراهقة من أجل الأولاد الصغار وتطلب منك أشياء غير منطقية وغير معقولة فتتحمل بغية أن تستمر الحياة بكل تقلباتها ومرارتها وأوجاعها المقيتة والمؤلمة من أجل أبنائك الصغار ليس إلا , فتتمادى في القهر والظلم ولا تنظر ليوم ستندم أشد الندم على كل ما فعلت ومازالت تفعل وتمضي قدما على الظلم والافتراء ، رغم كل ما فعلت وتفعل أشياء لا يتحملها ولا يطيق تحملها بشر ولكن ستندم وقت لا ينفع الندم فتردد ليل نهار : فوضت أمري إليك يارب ؛ حسبنا الله ونعم الوكيل .
عندما تتهم في عملك بأنك شاركت في شكوى ضد رئيسك في العمل مع زميلة فتتهم زورا وبهتانا بأنك أنت من كتبت الشكوى وتقسم له أغلظ يمين وتؤكد له بالأدلة والقرائن بأنك لا دخل لك بها ؛ وبالرغم من ذلك يترك الحمار ويمسك في البردعة فينصب لك العداء ويتصيد لك كل هفوات وأخطاء في العمل فلا تملك إلا أن تردد : حسبنا الله ونعم الوكيل فوضت أمري إليك يارب .
عندما يتم نقلك من مدرستك دون رغبتك من مدرسة أحمد صفوت ثم تفاجأ بنشرة نقل إلى الكرامة دون رغبتك ثم بعد ثلاث سنوات دون رغبتك إلى مدرسة السيدة عائشة أم المؤمنين بشارع أسيوط رغم سكنك بالريسة وبعد سنة تفاجأ بنشرة نقل ظالمة وجائرة دون رغبتك بالنقل بنقلك بترقية وتكليف مدير مدرسة ابتدائي في مدرسة الشهيد حمدي العبد للتعليم الأساسي ليزداد الأمر سوءا في البعد من مكان إقامتك من حي الريسة إلي آخر شارع أسيوط بالقرب من حي الزهور وعذاب ومرارة السفر والتنقل من سيارة إلى سيارة وكثيرا ما تمشي راجلا من الريسة الضاحية نظرا لإغلاق الطريق وتتكرر نفس المأساة والأوجاع في رحلة العودة من آخر شارع أسيوط لحي الريسة إلى جانب الخسائر المادية الفادحة شهريا ما بين سيارات مخصوصة لحضور طابور الصباح مبكرا والسيارات العادية التي تسير كل هذه المسافة ببطئ السلحفاة فتصل متأخرا رغم أنفك ، ثم بعد سنة ونصف تزداد الطين بلة بقرار ظالم بعد ترقيتي بقرار مدير مدرسة بنقلي من مدرسة حمدي العبد إلى مدرسة المساعيد للتعليم الأساسي، ليزداد الأمر تعقيداً وسوءاً أكثر من قبل ببعد المسافة وزيادة المصاريف، وهناك من تم ترقيتهم بجوار بيوتهم لعلاقاتهم وصداقاتهم الإجتماعية التي تجمعهم بأصحاب القرار، فلا تملك إلا أن تردد ليل نهار وبلا كلل أو ملل ''حسبي الله ونعم الوكيل ''.