بسم الله الرحمن الرحيم

معركة رياضية في شكلها ..... أخلاقية في تفاصيلها ..... علمية في جوهرها .....
هذا ما حدث بين فريق ماكلارين مرسيدس و فريق فراري .... في سباق السيارات
و قبل أن أخوض في تفاصيل الخبر المنشور في جريدة الأهرام المصرية بتاريخ 21/12/2007
أحب أن انوه بأن سباقات السيارات تقوم أساسا علي الدعاية لشركات السياراتتقنيا و علميا و اختبار كل ما هو جديد في عالم تكنولوجيا السيارات .... و خلف الكواليس توجد حرب ضخمة تغذيها ميزانيات مهولة .... للوصول الي قمة الإبداع في صناعة سيارة متطورة ..... و بالتالي قمة المنافسة .... و قمة المبيعات
و بما أنها حرب ....حرب علمية بالتأكيد فقد قام فريق مهندسي و مطوري مرسيدس بعملية تجسس كبيرة تشابه الي حد كبير عمليات المخابرات ... نجحوا خلالها في تجنيد احد مهندسي شركة فيراراي و يدعي نايجل ستيبيني الذي قام بتسريب أسرار تكنولوجية غاية في التطور الي مرسيدس .... و من تلك الأسرار السرية .... نظام مكابح متطور جدا ... و كذا سر ملئ هواء إطارات سيارات فيراري بثاني اكسيد الكربون بدلا من الهواء و كما يقول الخبر فقد اكتشفت عملية التجسس المرسيديسية عن طريق تتبع بعض الاميلات لمهندسي فريق التطوير الخاص بمرسيدس مما دفع الاتحاد الدولي لسباقات السيارت لمداهمة مقر مرسيدس .... و قام مصطحبا معه فريق من المهندسين لضبط الوثائق المسروقة .... كما فحصوا نماذج للسيارة المنتظر انتاجها في عام 2008 ليكتشفوا ان مرسيدس قد نفذت بالفعل بعض التكنولوجيا المسروقة في نموذجها الجديد
القضية رياضيا ... انتهت بعد اعتراف ثم اعتذار مرسيدس ..... و توقيع عقوبات بالإيقاف عن الاشتراك في السباقات و غرامات مالية أخري من جانب الاتحاد الدولي
و لكن القضية جنائيا لم تنتهي فهي متداوله في سكوديارد ... ففيراري تريد عقوبات تتمني ان تصل إلي حد الاعدام لو امكن لمهندسها الخائن ..... و مرسيسدس تقاتل دفاعا عن مهندسيها و ترسيخ ان ما حدث ما هو إلا خطأ مهني
و علميا ... القضية ستظل قائمة .... ما دامت المنافسة علي أشدها
هذا الخبر ذكرني بمقولة احد اساتذتي الكبار في الكلية ...... عندما قال
انه يمكنك سرقة اسرار القنبلة النووية من امريكا ..... لكنك لا يمكنك ابدا سرقة سر تصنيع سبيكة المحركات لشركة جنرال موتورز
لأن الاخيرة ...... معلومات محظورة ........... الي اقصي ما لا يتخيله عقل
دمتم بود و في أمان الله