السلام عليكم و رحمة الله

في البدايه قد اعتذر عن استخدام مصطلح "محلي" دارج ... قد لا يليق وضعه في مقاله ... لكني اذ استخدمه علي استحياء ... الا اني وجدته معبرا عن حالتي المعنويه الدافعه لكتابة ما سوف تقرأه الان ....

 

كتقديم لا بد منه .... فكلمة "فرافير" ... هو مصطلح مصري دارج يستخدم لوصف رجل .... يتصرف برقه لا تتناسب مع رجولته .... او بعدم مسئوليه لا تتناسب و قوامته .... و لكني اليوم استخدمه لوصف البشر اجمعين ... !

 

الحقيقه - و كما صرحت في موضع غير بعيد من مدونتي سابقا - اني من المتابعين الجيدين لقناة ناشيونال جيوجرافيك النسخه العربيه التي تبثها ابو ظبي .... و بعيدا عن برامجها الرائعه و المفيده .... فجرعتها "الحيوانيه" تغلب علي معظم برامجها .... فاليوم مع الاسود ... و امس كنا مع التماسيح ... و غدا في بطون الحيتان ...

من الامور التي ارهقتني ذهنيا - و انا المهندس و لست الطبيب - مشاهدة كل وحش من هذه الوحوش .... يأكل الجيفة ... و اللحم العفن .... و يعيش في بركة راكدة منذ سبع سنوات .... و يشرب من ماء "ماركة مجاري" ... و مع ذلك فالصحه زي الفل .... و لا تلبك معوي ... و لا اسهال .... و لا "سخونيه" .... و قرف .... و لا يحزنون ...

 

دائما اسأل نفسي .... اليست معدة التمساح او الاسد او الثعبان .... كمعدة الانسان ؟!! .... الا يمتلك كبدا و كلية و جهاز مناعي كالانسان ؟!!

من دراستي السابقه و التي اتذكر بصيصا منها .... اذكر ان الوظائف الحيويه شبه متشابهه .... بيننا و بينهم .... و لكن الفرق المادي شاسع .... فنحن "فرافير" بشده

اذا اكلت "ساندوتش" عليه "مايونيز" ... بات ليلته .... فليلتك سوداء بين دورة المياه و غرفتك و العوده .... من سبع الي تسع مرات كسباق المئة متر حواجز

اذا غيرت اطار سيارتك ... و اتسخت يدك الكريمه بشحم الاطار ثم اكلت "بسكويته" يا بسكويت .... ترتفع درجة حرارتك .... و "تفرفر" !

 

اذا "ضربت" طبق كشري من اي محل من محلات محطة رمسيس في قاهرة المعز بلا استثناء ... و ركبت اي وسيلة مواصلات متجهه الي الاسكندرية او المنصوره او العراق .... فتأكد انك ستطلب اللجوء السياسي في منتصف الطريق .... لان مفعول الكشري يعمل في الظروف الطبيعيه بعد ساعه و نصف ... و اذا ركبت القطار فسيعمل بعد ساعه ... و اذا كان حظك "ميكروباص" فبعد نصف ساعه .... و اذا كنت مستقلا سيارتك الخاصه فحاول ان تبيعها في اقرب فرصه

 

في ناشيونال جيجرافيك .... الاسد الصغير يولد و امه "اللبؤه" تصطاد له غزال ... و تطعمه لحما نيا ليس مفروما ... او مشويا او محشوا داخل "الباشاميل" .... بينما طفلنا البشري العزيز .... يجب ان يظل فرفورا لمدة ستة اشهر "يشفط" اللبن ... و لا يري النور حتي لا "يعطس" .... و سنتين حتي يعرف كيف يمسك الملعقه .... و عشر سنوات حتي يعرف كيف يحافظ علي ملابسه من الاتساخ .... و خمسة و ثلاثين سنه حتي يعرف كيف يدبر وجبته من مصروفه الخاص ....

حقا انه الانسان .... انه لفرفور جبار ....

 

تحياتي معشر الفرافير
:)