قال صديقي واصفا حالة شخص قريب ... انه يحتاج الي طبيب ... ليس أي طبيب ... طبيب نفسي !!..
لماذا ؟ ..
يقول الصديق : لأنه يعذب نفسه ... يكويها .. يحرقها بنيران صديقه !
بقعة ما في تلافيف الدماغ ... هي بمثابة مركز التعاسه الدائم في حياته ... لا امل في استئصالها في المنظور القريب .. لذا هو الان عضو في نادي اصحاب التعاسات المزمنة في الوقت الراهن ... و لأن الألم يحتاج الي مسكنات ... مغيبات ... او منومات ... فقد امتهن الرجل " المريض" مهنة تعذيب النفس و جلدها لاستنباط المسكن المؤقت اللحظي الذي يذوب بعد فمتو ثانية
و تبقي آلام العذاب تشوي و تكوي .. تضغط و تسحق ... تدوس الحقيقه و تصنع فلسفتها الخاصه .. فلسفه بيزنطيه قلما سمع بها احد .. و اقتنع !
يذكرني هذا القريب بحال نصف رواد البارات و الحانات .. كلهم هاربون من ألم ما .. هاربون الي الكؤوس التي قد تبدو مسكنا جيدا ... تستبدل اللحظات الاليمه بأخري سعيده ... مؤقتا ... و بعد ان يستعيد العقل اللجام ... تستعيد التعاسه مقود القياده
نصح الصديق ذلك القريب بالذهاب الي طبيب ليكشف له الحقيقه ... و يدله علي علاج من السماء... بدلا من تلك المسكنات ذات الاعراض العذابيه !
ربما يكون الصديق في غمرة خوفه علي ذلك القريب ... نسي ان يدله علي عيادة خير الاطباء ...
عيادة الله ...
تحياتي ...